الوحدة : 23-11-2021
أيامٌ معدوداتٌ فقط فصلت بين وفاة نقيب الفنانين الأسبق سيّد الطّرب وأسطورته الفنّان الكبير صباح فخري، وبين وفاة نقيب الفنّانين النّجم الكبير الرّاحل زهير رمضان. وداعٌ جماهيريٌّ حاشد – بمشاركةٍ رسمية وفنّية كبيرتين- شهدته العاصمة دمشق في وداع النّقيبَين، وبعدها في مسقطَي رأسيهما، حلب الشّهباء واللاذقية عروس السّاحل، حيث شيّعتهما أعدادٌ كبيرة من محبّي فنَّيهما، وهذا إن دلّ على شيء إنّما يدلّ على التقدير الكبير الذي يكنّه جمهورهما لما قدّماه من إرثٍ فنّيّ حافل، سواء موسيقياً أم درامياً، أثرى المكتبة الفنّية السورية، وخلّد اسمَيهما، لاسيّما مع التاريخ الفنّي الزاخر لكليهما – مع فارق العمر والأسلوب الفنّي والاختصاص لكلّ منهما-. فالكبير صباح فخري أطربنا على مدار عقودٍ عدّة، وأسّس مدرسة الطّرب والتّراث في القدود الحلبية، لتصبح بصمةً خالدةً في تاريخ الموسيقا العربية والعالمية.. كرّس حياته للإبداع والعطاء الفنّي اللا محدودين.. فنّه حيٌّ باقٍ لن يزول.. وكان بحقّ أسطورةً لم ولن تتكرّر، ولا خليفة له. كما أنّ للكبير الراحل زهير رمضان اسمه وبصمته وإرثه الفنّي الكبير.. أداءً وحضوراً وتألّقاً.. نجمٌ من طرازٍ خاصّ.. أبدع في أداء أدواره.. زرع البسمة على شفاهنا مُذ كنّا صغاراً مع شخصية -أبو غسّان- في فيلم رسائل شفهية، وحتّى شخصية المختار – عبد السّلام البيسة- في ملحمة الكوميديا السورية (ضيعة ضايعة)، ليلقّب على إثرها بمختار الدّراما السورية، هذه الشّخصية بكل تفاصيلها والتي أصبحت نقطة علّامٍ في تاريخ الكوميديا السورية، وغيرها عشرات الشّخصيات كشخصية – أبو جودت في مسلسل باب الحارة- التي ستبقى محفورةً في ذاكرتنا، لن تطويها الأيّام ولن يمحيها غياب الحضور. مع كلّ ما قدّمه المبدعان العملاقان كان لابدّ من ردّ الجميل – ولو قليلاً- مع لحظات الوداع الكبير الأخيرة، وهي آخر تكريمٍ لهما بين جمهوريهما، بعد أن أدّيتما الرسالة الوطنية والفنّية والإنسانية، وصُنتما الأمانة على أكمل وجه. من القلب شكراً لكلّ ما قدّمتماه، طرباً وإبداعاً تمثيلياً مميّزاً، صنّاجة العرب، ومختار الدّراما، لروحيكما الرّحمة والسّلام والخلود.
ريم جبيلي