الوحدة : 28-8-2024
حين تُمطرُ عيناكِ، تسكنني الغيوم بأمطارها، وحين أسافرُ: سأعلقُ مفاتيحي على جدار مقبرةٍ آمنة، أملاً في عودة.
سأفتح نوافذ الرحيل – ووثيقة سفري، زورق متهالك يتسلل بالمفاجآت المؤلمة.
سأحمل أمواج البحر على كتفي، في ليلةٍ يبذر فيها القمر ضوءه ويمضي باحثاً عن ظلّه، فيما أنا أبتلع صديد البحر والغربة الموجعة، وغصّات نصف غريقٍ.
ولأننا في عصر المنظفات، سأغسل حتى الرياح، وسأجلس تحت أقدام شلالٍ يتدفق كالحرير، متمنيّاً يداً بيضاء ناصعة، أكحّلُ ببياضها بؤبؤ العين، فنحن متسخون حتى مع بياض الثلج، ونمارس الهرولة بعيداً عن الدروب.
نعم سأسافر وأنجو من نفسي إلى شيءٍ آخر، ومن هناك سأرسل رسالة تزيل الغبار عن مفاتيحي المعلّقة.
سمير عوض