الوحدة 27-8-2024
يقول الكاتب في بداية حديثه: أحب أن أؤكد أن كلامنا يجب أن يكون نهجاً ومنهاجاً، نهجاً في تربية أبنائنا، ومنهاجاً واضحاً في كيفية التوجيه، وكيفية الثواب والعقاب، يجب أن تكون لدينا فكرة مسبقة عن الأطفال وتربيتهم حتى قبل أن يرزقنا الله بهم، ثم يضيف المؤلف أننا ينبغي أن ندرك كيف نربي أبناءنا، وكيف نعدل سلوكهم وكيف ننمي قدراتهم ومهاراتهم، ولابد أن يكون لدينا الحل لكل مشكلة قد تواجهنا. وفي رأيه إن الوالدين يجب أن يكونا مربيين وليس راعيين، وهناك فرق كبير بين التربية والرعاية، فالرعاية تتضمن المسؤولية في تأمين المأكل والمشرب والملبس والمسكن والراحة المادية لمن أرعاه، أما التربية فهي تعديل في السلوكيات وإضافة الصفات الحميدة ومحاولة تنمية القدرات والمهارات لدى أطفالنا، ولكي نصل إلى فهم قضية التربية لابد أولاً من أن نتوجه لأنفسنا، إذ علينا أن ننظر إلى سلوكياتنا قبل أن ننظر إلى أبنائنا، فغالباً ما يكون سلوك الطفل عائداً إلى شيء في والديه. وقد حاول المؤلف أن يجمع الأساليب الخاطئة في التربية ضمن هذا الكتاب، وتوقف بداية عند الخطأ الأول الذي يتحدد في عدم الوعي الكامل بالدافع الذي يجعل الطفل يخطئ، إذ يرى أنه يجب على الوالدين أن يمتلكا القدرة على استيعاب تصرفات الأطفال، فعلينا أن نسأل أنفسنا أولاً، لماذا يفعل الطفل ذلك الخطأ؟ فهناك عدة دوافع تجعل الطفل يرتكب الأخطاء ومنها: عدم قدرة الطفل على ضبط نفسه أو إصلاحها، والجهل وعدم الفهم الصحيح للأمور إضافة إلى حب الاستطلاع لدى الطفل، ويمكن أن يكون هناك عوامل أخرى تلفت الانتباه، والفراغ الكبير لدى الطفل، وحب اعتماده على الذات. ومن أخطاء الآباء في التربية التي أوردها المؤلف أيضاً: فرض الأوامر على الطفل طوال اليوم، الإهانة والتحقير، التفرقة في المعاملة بين الأبناء، عدم الاتفاق على نهج تربوي موحد بين الوالدين، عدم بشاشة وجه الأب والأم في المنزل طوال الوقت، المقارنة بين الأولاد بطريقة غير عادلة، الإسراف في الوعود المتكررة للطفل، عدم زرع الثقة في نفوس الأطفال، عدم التدرج في التعامل مع الطفل، عدم إشباع حاجة الطفل للرحمة والحب والحنان، عدم الإيحاء الإيجابي للطفل. وفي الكتاب تفاصيل كثيرة ومفيدة لمن يهتم بشؤون تربية الطفل وإعداده بطريقة مثالية ليكون نموذجاً جميلاً في المجتمع.
د. رفيف هلال