متى يحتاج أطفالنا للدروس الخصوصية؟

الوحدة : 18-11-2021

 

بعيداً عن الرقابة التربوية أو اهتمام الكوادر التعليمية في مدارسنا، تبقى ظاهرة الدروس الخصوصية الهاجس الأكبر للأهل وللتلاميذ والطلاب على اعتبار أنها الحل الأمثل لأي تقصير أو تراجع دراسي في مادة واحدة أو أكثر، وربما لجميع المواد، من المناهج المقررة ولكافة المراحل الدراسية، لكن الملاحظ حالياً هو اعتماد هذه الدروس من قبل الأهل في مرحلة مبكرة جداً بحجة تأسيس أطفالهم للمراحل الأعلى التي من شأنها تحديد مستقبلهم وتخصصاتهم العلمية، ويبقى السؤال الملح الذي يؤرق الأهل: هل يحتاج أطفالي في المرحلة الابتدائية إلى دروس خصوصية، خصوصاً أولئك المنشغلون بمتطلبات الحياة القاسية، ولا يجدون الوقت الكافي لتدريس أطفالهم، فيفكّرون بالحصول على مساعدة مدرّسٍ خاص، لتعويض غيابهم من جهة، وضمان حصول أطفالهم على قدر جيد من التعليم من جهة ثانية.
إذاً، متى يحتاج طالب المرحلة الابتدائية إلى الدروس الخصوصية؟ دراسة تربوية حديثة، أجابت على هذا السؤال وألقت الضوء على بعض الحالات الواجب مراعاتها حيث أكدت بأن هناك العديد من المؤشرات لحاجة الأبناء للدروس الخصوصية التي على الأهل الانتباه لها، وعلى أساسها يتم اتخاذ قرار إعطاء أطفالهم الدروس الخصوصية وهي:
– صعوبات التعلم: السبب الرئيسي في صعوبات التعلم لدى الأطفال، يكمن في عوامل وراثية أو بيولوجية عصبية، تؤثر على الدماغ وتؤدي إلى صعوبات كثيرة يواجهها الطالب الصغير في القراءة والكتابة والعمليات الحسابية، التي تعتبر أساس المرحلة التعليمية المبكرة.
– عدم التركيز: إذ يغلب على الأطفال طابع اللعب في مراحلهم العمرية الأولى، وفي حال انتقل الطفل إلى المدرسة فإنه سيعاني بشكل أكبر في موضوع التركيز والتفاعل داخل القاعة الصفية، ربما يتأقلم بعد عدة أيام أو يستمر كذلك، مما يعني حاجته إلى مدرس خصوصي لمتابعة ما فاته من جهة، وتعويده على التركيز العالي تحت إشراف الأهل من جهة ثانية.
– ذوو الاحتياجات الخاصة: من الممكن أن يحتاج بعض الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى الدروس الخصوصية وهذا عائد إلى طبيعة الطفل والمشكلة التي يعاني منها.
– ضعف في مادة ما: ربما تكون حاجة الطالب إلى الدروس الخصوصية لمادة واحدة فقط أو أكثر، يعاني من صعوبات في فهمها أو متابعة دروسه بها، وفي حال كان الأهل منشغلون بأمور الحياة ولا يجدون وقتاً، فإن اللجوء إلى مدرس خصوصي يكون حلاً جيداً.
وجاء رأي علماء النفس وخبراء التربية في هذه الدراسة، على أن الدروس الخصوصية، تتسبب بالكثير من السلبيات قياساً بالإيجابيات، حيث أكدت الدراسة أن وجود سلبيات للدروس الخصوصية، يعتمد أولاً وأخيراً على طريقة تعاطي الأهل مع أطفالهم، وبالإمكان تجنّب تلك التأثيرات السلبية بقليلٍ من الانضباط ومتابعة الدروس معهم، ليشعر الطالب بأن أبويه متابعان له أيضاً وهناك اهتمام به، ومن أبرز سلبياتها:
– تعويد الطالب على الاتكالية: فالطالب الذي يعلم أن هناك معلّماً سيدرس معه كلمة كلمة، سيصبح اتكالياً وللتغلب على هذه السلبية، ينبغي تدخّل الأهل وفرض صرامة من المعلم، وترك الطالب يحل بعض الواجبات بمفرده.
– التكاليف المرتفعة: تفرض الدروس الخصوصية تكاليفاً وأعباءً مادية كبيرة على بعض الأسر، وبالإمكان حلّ هذه المشكلة، باختيار المواد الصعبة ووضع مدرس خصوصي لها، وليس لكل المواد الأخرى.
– أمور تتعلق بالسلامة: إذ على الأهل مراقبة طفلهم خلال الدروس الخصوصية، وعدم تركه مع المعلم لفتراتٍ طويلة دون رقابة، فمن الممكن أن يتعرض الطفل للتنمر أو العنف.
– وقت دراسي طويل: فطفل المرحلة الابتدائية ما يزال صغيراً، ويجب ألّا يدرس لفتراتٍ طويلة، لذا يجب تعويضه قليلاً بمشاركته ببعض الأنشطة الترفيهية كالنزهات، واختصار زمن الدروس الخصوصية ما أمكن.
بالمقابل فإنّ للدروس الخصوصية إيجابيات كثيرة، خصوصاً لدى الأسر التي يعمل فيها الأهل لوقتٍ طويل، كذلك في الأسر التي لا يتمكن فيها الأبوان من تدريس أطفالهم كون مهنة التدريس تحتاج للصبر وللموهبة ، ومن أهم إيجابياتها ، كما جاء في الدراسة:
– زيادة القدرة على الاستيعاب: ففي حالة الدروس الخصوصية يكون التركيز على طالب واحد فقط، وليس على مجموعة طلاب كما هو الحال في المدرسة.
– زيادة الثقة بالنفس: فالطالب الذي يتمكّن من دروسه، سيظهر أمام زملائه وأقرانه بمظهر الواثق بنفسه، وبالتأكيد فإنّ الدّروس الخصوصية ستحقّق هذه الغاية.
– عدم الحاجة لها مستقبلاً: بخلاف ما يعتقد الكثيرون بأنّ الدروس الخصوصية تسبب اعتماداً كليّاً عليها من قبل الطالب مستقبلاً، فإنّ حصول الطالب على دروس خصوصية في مرحلة التّأسيس يعني وضعه على الطريق الصحيح، وتعويده الدراسة لساعات طويلة، مما قد يغنيه مستقبلاً عن الدروس الخصوصية، وكل هذا مرهون أولاً وأخيراً بمتابعة الأهل لأطفالهم.

فدوة مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار