وقـال البحــــــر … دقيقـــة صمـــت

العـــــدد 9359

الأحــــــــــد 2 حزيــران 2019

 

 

 

 

لست من متابعي المسلسلات التلفزيونية، أحياناً أتابع مسلسلاً يقوم على قصة لكاتب معروف على الرغم مع قناعتي أن تحويل النص الأدبي إلى نص درامي يفقده كثيراً من زخمه وقوته الأدبية، فالمخرج عادة يحاول خلق الحبكات التي تخدم الحركة الدرامية وإنشاء حوارات من خارج النص لشد المشاهد.
وعلى الرغم من ذلك يبقى النص الأدبي الجيد الملتزم وطنياً وقومياً قادراً على الوصول إلى العقل الذي تعمل النصوص الهشة الفارغة التي تقوم على خلفيات أبعد من البعد التجاري للجهات المنتجة والمسوّقة أحياناً إلى البعد السياسي الذي ترسمه جهات معادية.
وانطلاقا من أهمية دور النص في الدراما على الجهات (الثقافية، والسياسية والإعلامية) أن تقرأ الأبعاد غير المرئية لأي عمل درامي، وتتحرى عن الجهات التي تقدّم له الدعم المالي والتسويقي للمرور إلى ذهن المشاهد العربي.
مسلسل باب الحارة بكل أجزائه، وثمة مسلسلات كثيرة أخرى تناولت البيئة الشامية وغير الشامية كعمل توثيقي لجوانب ثقافية واجتماعية وسياسية للماضي في الزمن التركي وفي زمن الاستعمار الفرنسي، جميعها كانت تزييفاً للواقع وليس توثيقاً للتاريخ، والأقلام التي كتبت هذه النصوص كان لبعضها خلفيات غير نظيفة.
كثيرون من المشاركين في هذه الأعمال انتسبوا إلى فعل الحرب على سورية وهم من قال إن هذه المسلسلات حققت الأهداف المرجوة منها.
تقول الكاتبة البريطانية التي ألفت كتاب (من يدفع للزمار) إن المخابرات المركزية الأمريكية تولت بعد الحرب العالمية الثانية مهمة تخريب العقل الثقافي والسياسي في العالم العربي.
كاتب مسلسل دقيقة صمت قال عن نصه: (إنه صراع القلم مع الدبابة)، ماذا تستطيع أن تقول عن محارق ( ثوارك) في عدرا العمالية، أنت تعرف أنهم حرقوا الأطفال والناس في الأفران..
هل هو صراع القلم مع الدبابة.. وماذا عن مجازرهم في ريف اللاذقية، وكيف طبخوا أجساد الأطفال بالماء المغلي، وماذا عن المقابر الجماعية لجنود الجيش العربي السوري في مطار الطبقة، وماذا عن تدمير حضارة تدمر، وعن حرق المدارس والجامعات والمشافي، وماذا عن تحطيم تمثال أبي العلاء المعري وأبي تمام وقبور الصحابة؟!
هل كان أبو العلاء دبابة، وهل كان الشاعر (أبو تمام) من النظام؟

سليم عبود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار