الوحدة: ٢٣-١١-٢٠٢٤
انتهى موسم الحرائق وانتهى معه الخوف الذي رافق جميع أبناء الريف على امتداد محافظتنا، وبقي قلب وحيد يئن ويتوجع مما حصده في صحته وعافيته وعائلته نتيجة شهامته واندفاعه للمشاركة في إطفاء الحريق بالقرب من المكان الذي كان يعمل به، ليسد رمق عائلته ويؤمن احتياج ابنه المريض وثمن دروس ابنته التي تستعد لنيل الشهادة الثانوية، إنه السيد سامي محمود ديب من قرية بستان قبان في ريف القرداحة، والذي يعاني من الفقر أمرّه، حيث لا وظيفة تدعمه بعض الشيء في نهاية كل شهر، ولا عمل ثابت يعمل به بشكل منتظم بل يعمل بالأجرة بأي عمل يستطيع من خلاله تأمين قوت يومه، متزوج ولديه ابنة في الثانوية وطفل مريض في المرحلة الابتدائية الأولى.
أثناء اندلاع الحريق في قرية البيطار، كان يعمل بقطاف الليمون، ولكن المنظر المرعب الذي رآه من التهام النار للأخضر واليابس لم تسمح له شهامته وبعض الشباب الذين دفع منهم حياته ثمناً لها من المخاطرة والمساهمة لإطفاء الحريق ومساندة رجال الإطفاء إلى أن انفجر فيهم جسم غريب أدى إلى استشهاد الشاب أيوب بركات وإصابة عدد من الشباب الآخرين، وكان سامي من بينهم، وكانت إصابته بليغة للغاية، بحيث تم تحويله من مشفى الباسل بالقرداحة إلى المشفى الوطني باللاذقية. ولكن ولكثرة الحرائق في تلك الأيام المشؤومة وكثرة من تعرضوا للإصابات على امتداد المحافظة والفائض في أقسام المشفى تم تحويله إلى مشفى العثمان الجراحي والذي بقي فيه لمدة خمسة أيام خضع خلالها لعمل جراحي صعب استمر أكثر من خمس ساعات، حيث أصيب نتيجة انفجار الجسم الغريب في المعدة والأمعاء والطحال، كما وصفت زوجته السيدة ريم ناصور، وعشرات من القطب في بطنه وظهره وأنحاء جسده ودفع خلالها ٢٢ مليون ليرة سورية غير الأدوية وسيارات الأجرة التي تتقاضى أعلى الأجور، وقد تكفل مشفى العثمان الجراحي، بتوجيه من محافظ اللاذقية الدكتور خالد وليد أباظة، بقسم من المبلغ، فكل الشكر للسيد المحافظ ولمشفى العثمان الجراحي ولكل الأيادي البيضاء التي امتدت بكل محبة لمساعدة سامي.
وتشكو زوجته من سوء الحال قائلة: إذا عمل نأكل، وإذا لم يعمل نقضيها بلا طعام،
عمر سامي الآن يبلغ نحو ٥٠ سنة وهو لا يستطيع الحركة من سريره ووضع أسرته سيئ للغاية،
ونحن ندعو محبي الخير والجمعيات الإنسانية الكثيرة في محافظتنا للقيام بواجبها تجاه سامي وعائلته، وعدم تركهم في مهب الريح نتيجة اندفاعه للتصدي للحرائق.
سناء ديب