الزراعات البديلة.. تمدد عشوائي وغياب للجهات الوصائية!!

الوحدة: ١٥-١١-٢٠٢٤
دخل “المجتمع” الزراعي في الساحل السوري معتركاً جديداً مازال يفتقر إلى كلمة فصل من الجهات الوصائية، وتحديداً وزارة الزراعة، فمزارعو الساحل يخوضون اليوم تجارب جديدة مع زراعات بديلة، ولا يعرفون إن كانت النتائج البعيدة ستحمل لهم الخير، أم أن هذه الزراعات ستتحول إلى عبء عليهم كما حصل معهم في تجربة الحمضيات المتأرجحة منذ سنوات..
معظم من يتحدثون عن الزراعات البديلة “الاستوائية” يكيلون لها المديح، ويجمعون على مردودها الجيد مقارنة بحمضياتهم الحزينة، وينوهون إلى قصر المسافة الزمنية بين الزرع والحصاد، مما يعطيهم دافعاً لخوض التجربة، وامتلاك الجرأة لقلع حمضياتهم واستبدالها بزراعات أخرى..
ضمن هذه الأجواء السائدة، تخرج أصوات من هنا وهناك، وتقرع نواقيس خطر غير مبنية على فرضيات علمية، وغير مرفقة بتحليل واضح لما قد يحصل في المستقبل، فيشيعون الخوف عند المزارعين من تبعات استبدال زراعاتهم التقليدية، وكل هذا الأمر يحصل على مرأى ومسمع أصحاب الشأن الزراعي من دون أن يقولوا كلمة فصل في هذا الشأن، إذ تخرج تصريحات من هنا وهناك على شكل رأي أو ربما تخمين، ولا يوجد حتى الآن أي توصية واضحة، تشجع المزارعين أو تنفرهم، ليبقى القلق سيد الموقف، والتردد عنوان المرحلة..
ببساطة شديدة ومن دون إطالة، لابد أن تحسم وزارة الزراعة هذا التخبط، وأن تصدر توصية واضحة لا لبس فيها، لأن الخطوات تتسارع بشكل عشوائي، ولا بد أن يكون لها صيغة علمية حاكمة، فإما أن نشجع على هذه الزراعات، ونضع لها الضوابط التي تكفل نجاحها، أو أن ننصح بالابتعاد عنها وعدم المغامرة والجنوح نحوها، فالمزارع تلقى عشرات الصفعات عبر عقود من الزمن، ولم يعد يحتمل صفعة جديدة، فلا تتأخروا عليه أكثر من ذلك.
رنا رئيف عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار