الوحدة:31-10-2024
هي كلمات بسيطة ومعبرة قالتها الطفلة السورية سيلينا ابنة ال٨ سنوات المولودة في هولندا، عندما غادرت اللاذقية بعد إجازة صيفية قضتها مع ذويها في بلدها الأم.
مادفع هذه الطفلة للتفوه بهذه الجملة هو كميات القمامة الهائلة التي رأتها تنتشر في أرجاء المدينة، وعلى أرصفتها، وأزقتها، وحول حاوياتها، خلال أشهر الصيف الفائت.
لا نأتي بجديد عندما نتحدث عن واقع النظافة في محافظة اللاذقية (ريفاً ومدينةً) خلال سنوات خلت، ولا يمكننا تبرير الحالة لأية بلدية تحت أي ذريعة، ولا سيما تلك التي ترمي المسؤولية بأكملها على “الإمكانات المتاحة” ونقص الوقود الذي يمنع آليات النظافة من نقل القمامة إلى المكبات البعيدة، لأن الأمر برمته واجب إلزامي على المجالس البلدية، مع التأكيد على مسؤولية المواطن الجزئية لجهة الالتزام بموعد ومكان رمي القمامة، فالمشهد الذي كنا نراه نافر وفاقع و يسيء لوجه المدينة ولنظرة المقيم والسائح سواء.
ولأن الشيء بالشيء يذكر… لفتَنا منذ أيام قليلة تلك القراءة الجدّية والجديدة لواقع النظافة المؤلم مِن قِبل الجهات المعنية، فقد رأينا تسارعاً للملمة هذا المشهد، وهذه المتناثرات المتراكمة، وغير الحضارية، وإزالتها عن وجهِ المدينة الذي يستحقّ منا كلَّ جهدٍ واحتضان وحبّ، لنقول ونؤكد أن العمل هو قرار بالدرجة الأولى، وأي منا ينوي الإخلاص في عمله ويمتلك الإرادة الكافية، سيجد النتيجة الإيجابية ماثلة أمامه، لذلك نستطيع البناء دائماً على المبادرات الجدية، لتُعمم وتصبح ثقافة عامة عند كل من يقبل تحمل المسؤولية..
نعود إلى الطفلة سيلينا لنقول لها: ننتظركِ الصيفَ القادم، وسترين وجهاً أكثر جمالاً للاذقية، وشوارعها، وساحاتها، ولريفها الساحر، ونعدك بأن نتابع دائماً مع المعنيين واقع النظافة، لنذكرهم عندما يتغافلون، ونثني عليهم عندما يبادرون إلى القيام بواجبهم على أكمل وجه.
رنا رئيف عمران