الوحدة:7-11-2024
أمدّكم الله بالصحة والعافية، وزيّن حياتكم بـ (الرضى)، ولا أفرغَ قنديل عمركم من (زيت) يبلل فتيله، فيستمر متوهجاً إن شاء الله!
في عرف الحياة المتوارثة، فإن كلّ شيء حسب العادة، حتى العبادة، فمَن عبثَ بعاداتنا، وقذف بنا إلى معارج لم نعد نفكّر بالخروج من ظلماتها لا حبّاً بها، وإنما عجزاً عن فعل ذلك…
زعلنا من حكومتنا السابقة لأنّها لم تلتفت لاقتراحنا، ومضمونه أن تستبدل الكلور الذي تضعه في مياه الشرب بإذابة (حبوب الضغط) فيها، فتقدم خدمة عامة لأكثر من 90% من المواطنين الذين يعانون من ارتفاع الضغط، وإن فكّرت الحكومة الحالية أن (ترضينا)، فقد تضاعفت المهمة، وعليها أن توصي بـ (3 حبّات) تحت اللسان لكل من يقدّم أوراق اعتماده كـ (فقير حال) في محراب الراتب ذي الـ (400) ألف ليرة سورية!
وفي شرح آلية تناول هذه الـ (3 حبّات)، فالأولى يأخذها على (الريق)، عندما تسأله زوجته قبل توجهه إلى عمله: ماذا سنطبخ اليوم، لأنه سيكون عاجزاً عن تقديم أي جواب يتناسب مع دخله اليومي الرسمي والمقدّر بـ (13) ألف ليرة، أي أقلّ من سعر كيلو بطاطا!
وثاني حبّات الضغط هذه، وخاصة مع فصل الشتاء وأمراضه التي عجّلت هذا الموسم، عندما تتصل به زوجته، وتقول له: هاتِ وأنت عائد إلى البيت ظرف سيتامول وظرف التهاب، وهذا يعني أن ذلك الدخل (الرسمي) قد طار!
ثالث الحبّات، عندما تبشّره زوجته أن بعض أقاربه قادمون لزيارتهم، والمشكلة هنا أن بعض أصحاب (الدكاكين) يرفضون بيع (البذر) بأقلّ من (10) آلاف ليرة!
هذا فيما يخصّ الحالات الطارئة، أما إن ذهبنا إلى الأمراض المزمنة (معيشياً)، فأرجو ألا تكون ابتسامتك نوعاً من عدم الرضى على بدل الخدمات (اتصالات وكهرباء و..) لأن ما يتقاضونه زيادة حسّنوا به هذه الخدمات فعلاً، وساعة كهرباء وصل مقابل خمس قطع دليل على ذلك.
باختصار، كلّ شيء تتم قياسه إلى سعر الصرف والأسعار العالمية باستثناء راتب الموظف تتم مقارنته براتب القرن الماضي، وهنا يتبلور (الإنجاز).
غانم محمد