أضواء كاشفة للكثير من الأوجاع؟!

الوحدة: ٢٣-١١-٢٠٢٤
هذه الأنوار النهارية (المنسية) من ملعب الباسل لكرة القدم قدّمت إضاءة على أُمور وأحوال كثيرة، فوضعت حدّاً معيناً على العديد من الأوضاع الحياتية.. لقد أنارت عتمة ألعابنا المُظلمة، واكتشفت الواقع المرير وقدّمتنا ضمن منطق العميان، ليظهر كمؤشر ليس بجميل، تحديداً على واقع كرة القدم الحالي وتقييم (الفيفا)، لذلك أصبحنا بحالة لا نُحسد عليها أمام أضعف الخُصوم، وبالتالي توقّفت طموحاتنا عند تشجيع الدوري الأوروبي، واكتفت الشاشات وجمهورها العريض بتشجيع البرشا والريال، وكذلك الدوري الإنكليزي، وهذا يليق بنا كثيراً، لأن احتفالات المؤيدين في الشوارع والساحات تشرح ذلك بسهولة..
وتلك (الأضواء الكاشفة في عزّ النهار) هي قمة الإهانة لجمهور يتعطّش لكل شيء، خاصّة أمام أعين الجالسين بكراج الفاروس ينتظرون حصّة السرفيس من الوقود ليناموا في منازلهم (الدافئة)، فتظهر مُجدّداً أوجاع وآلام وصول التقنين الكهربائي إلى مستوى قبيح، فبالكاد هذه الساعة التي لا ريب فيها، تشحن بطارية الإنارة المنزلية، أو الراوتر الذي يُدخلنا في غيبوبة (صندون الدنيا) ليلاً فننسى عبره بعض واقعنا المؤلم، ونكتشف الضعيف الجديد الآخر ‏(ADSL)، الشبكة المنزلية التي تشبه جرّاراً عجوزاً (سوميكا) ينوء بحملٍ ثقيل يلهث سواداً، حيث بات الإنترنت بشكل عام ضمن منطق الّلامعقول.
وتظهر مجدّداً تحت تلك الأضواء النهارية، معاناة العطش الشتوي، وننعي أنفسنا بوجبة أخرى من نقص المياه وظهور الصهاريج، ريثما يتم البت بإصلاح الأعطال الجوهرية التي أعلنت عنها مؤسسة المياه.. وهذا بعضُ ممّا قدّمته هذه الأضواء لحين تمّت مشاهدتها من قِبل أصحابها، فقد كانت ستُخبرنا الكثير عن واقع مازوت التدفئة، وكذلك الحمضيات والغلاء الفاحش للبطاطا والثوم والبصل وغيرهم.
سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار