العـــــدد 9359
الأحــــــــــد 2 حزيــران 2019
إلى أرواح مليون ونصف مليون أرمني طالت أرواحهم مناجل الحقد العثماني في نيسان عام 1915
مليون ونصف مليون زهرة طالت أعناقها
مخالب الذئاب، وأنياب الضباع، عند مداخل الصحارى، وعلى الثغور..
لم يكن بحوزتها سوى العطر والأغاني، وسوى سؤال يتيم على شفاه أطفالها:
متى يعود أهلُنا الغائبون، متى؟
مليون ونصف مليون زهرة، حملوها لذلك النصب التذكاري، جاؤوا ليوقظوا تلك الأرواح، كي تحكي لهم، ما فعله البرابرة المتوحشون..
كيف كانت تنساب دموعها كينبوع رقراق، لتسقي بقية أزهار البنفسج التي
لم تطلْ أعناقَها المناجلُ، وكيف كانت أشبه بأسراب اللقالق، بالغيوم المحمّلة بالبشائر
وبالسحب الغافية على تلال السماء، بالمرتلين (صلاة أمام عتبة الغد) مع شاعر أرمينيا العظيم (واهان تكيان):
يطيرون في الزرقة
يدورون في سماء الله
باحثين عن منازل صغيرة
لأرواح أطفالهم الناجين من المجازر
مليون ونصف مليون زهرة
تفتّش عن أجساد أطفال رموها
من أعالي المنحدرات
ومن فوق شرفات المنازل
إلى أعماق المغاور والكهوف.
مليون ونصف مليون زهرة ستنبثق كالينابيع وتطلع من تحت الرّماد كالفينيق مرددة: لن نموت.. لن نموت.
بديع صقور