الوحدة : 5-11-2024
أسكن أجساد الأنبياء، لأكون مع أنفاس الأزهار موجةً تبحر إلى مدن النّرجس. الشرفات في تلك المدن ابتساماتها لا تنطفئ، فالابتسامة الواحدة ترسم ثغراً يسبح على شفاه فتيات المدينة.
هكذا قال الحب للفضيلة، أما أنا فعاشقٌ حتى للحزن، وحتى لدموع شتاءٍ أضاع مفاتيح المطر، فمن يمشي على الرّمال في أشدّ أوقات القيظ عزفاً وغناءً، لا يهمّه علوّ صمتٍ أو دوي صراخ، وسأردّد: يا مركباً أسطورياً يزيّن البحار وردةً فرعونيةً، ويمخر إلى المحيط البعيد بثقة نساج أبدع في شبح الأعماق.
سأحمل قلباً يخفق بأجنحة النّوارس، وأشرعة السّفر وثوب الذكريات، ولن أنسى أن أفتح للجذور ممرّاً تصعد منه، ثمّ تنبت مع الأعشاب كيف تشاء، فقد آن للجذور أن تعانق الهواء، وربما أرسل قلمي إلى مكانٍ لا تصله رسالة، وهناك أدوّن أسراري التي تقول: من يهنأ بشرارةٍ ضوئيةٍ حقيقيةٍ بياضها كغيوم الربيع، ربما يمتلك سنةً ضوئيةً كاملةً، يطرد بها الظلام، ولوجاء هذا الظّلام كزنبقةٍ سوداء.
سمير عوض