العـــــدد 9359
الأحــــــــــد 2 حزيــران 2019
أقام المركز الثقافي العربي في مدينة بانياس محاضرة بعنوان طقوس رمضان بين الماضي والحاضر ألقاها الباحث حسن إسماعيل وبيّن فيها كيف كان الناس في الماضي أي في زمن البيوت الترابية والعمل المشترك بين سكان كل قرية، والتعايش الذي ينطلق من حاجة الناس لبعضها في مختلف الأعمال الزراعية والعمرانية والتي تؤدي إلى معرفة واقع كل فرد وتقديم المساعدة لمستحقها، وبما أن سكان الريف كانوا يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي والدواجن في تأمين حاجة الأسرة أولاً، ثم تخزين ما يمكن للشتاء وبيع الفائض، كان لابد من حساب حصة للفقراء والمحتاجين كنوع من الزكاة عن مواسمهم وإيماناً منهم أن الله سيرزقهم أضعاف ما يحسنون به وذلك تحت عنوان (كاس على كل الناس) كذلك كان الناس يعملون على تأمين ما يحتاجونه لفطورهم وسحورهم ثم يفكرون بما سيقدمونه للفقراء والمحتاجين، وكان لا يخلو يوم رمضاني من وجبات الإفطار الجماعي التي تضم أكبر عدد من الأقارب والجيران ليرافقها بعض العطايا المادية للمحتاجين، أما بالنسبة للوجبات الرمضانية فكانت كل أسرة تجمع وتخزن كل ما يمكن من مشتقات الحليب والمربيات وغيرها، كما كانوا يقومون بسلق اللحم ووضعه في جرة تسمى القاورمة، كذلك الحلويات كانت عبارة عن مربيات من نتاج الأسرة إضافة للهريسة (النمورة)، وقطع بيضاء اللون تدعى الكعيبات.
وبالنسبة للطقوس التي كانت سائدة فكان أولها قراءة القرآن قبل وقت الإفطار بساعة في كل بيت من بيوت القرية أو قد يجتمع الجيران لقراءة القرآن وتداول الأحاديث الروحية. أما الآن فيكتفي الناس بالقرآن الصادر من المآذن أو التلفاز، كذلك كانت النساء عند حلب الماعز والأبقار ترسل الحليب للأسر التي ليس لديها مواشٍ أو التي لديها شخص مريض وللأم المرضعة وذلك قبل أن يدخل الحليب إلى بيتها، كما كان يسعى وجوه القرية للمصالحات وحل المشاكل في هذا الشهر الفضيل، ولن ننسى الإعانة العملية التي كان يقدمها بعض الناس للمحتاجين فيعمل معهم بالزراعة أو بناء المنازل أو استصلاح الأراضي الزراعية وغيرها لمدة يوم أو يومين.
رنا ياسين غانم