إسماعيل ألبيك.. من عذابات الإنســـــان وأوجاعـــــه

العدد: 9318

الأحد-24-3-2019

 

أخذت أعماله طابعاً تعبيرياً، ارتكزت الألوان والخطوط في بناء فنه على علاقة بين الإنسان وهمومه، وأبعادها الفكرية الغارقة في الأسطورة والهم ّالوطني، وعذابات الإنسان المعاصر وأوجاعه، المرأة لها النصيب الأكبر في أعماله مجسداً قهرها وعجزها في مجتمع ذكوري.
هو الفنان إسماعيل ألبيك له معارض عدة خريج مركز الفنون التشكيلية عام 1978، التقيناه ليحدثنا عن أعماله الفنية..
* عرفناك فناناً تشكيلياً لك معارض عدة، ماذا عن ذلك؟
** بدأ نشاطي الفني في دمشق حيث كنت مقيماً فيها حتى عام 1985، وتجربتي الأولى كانت مع الفحم وأقلام الرصاص B 5/6 وكانت أعمال بالحجم الكبير100X 150 وهي أصعب مرحلة في تجربتي الفنية من ناحية الزمن تنفيذ أعمال بهذا الحجم، وأقمت معارض مشتركة وفردية فيها، وأحد هذه الأعمال حصل على جوائز ونلت المرتبة الثانية لمسابقة عام 1992.
* كيف بالإمكان الارتقاء بالفن وما الأدوات والسبل إلى ذلك؟
** تلعب الفنون عموماً بأنواعها المختلفة دوراً هاماً في حياة الإنسان، ولكي نرتقي بالفن يجب أولاً تأكيد هوية آلامه، وبالتالي هوية الثقافة المنبثقة عنها ومن ثم هوية فنها التشكيلي، يستحيل فصل الفن عموماً عن بيئته المجتمعية وجذوره الحضارية مثلما يستحيل تجريده من تأثيرات الحضارات الأخرى، كما أنه من الصعب جداً افتراض إمكانية عزل الفنان التشكيلي عن كل هذه التأثيرات، عالم الفن ليس دائماً مرئياً إنما يحتاج إلى قوة حدس خاصة تمكّنه من كشف الحجاب عن العالم غير المرئي، وهو عالم النفس الداخلي الذي يؤدي إلى اكتشاف حقيقة العالم.

في مجتمعاتنا اليوم انتشار الأمية البصرية وهذا ما يعيق الارتقاء بالفن لأن الفن يقوم على علاقة جدلية بين الفنان والمتلقي على المستوى الجمالي والبصري.
* الفن غامض، جملة يرددها المتلقي دائماً؟
** أعتقد أن الفن بعيد عن الغموض، الفن حقيقة ممتدة من لحظة وجود الإنسان، تبقى المشكلة في المتلقي عندها يكون العمل الفني الصادق قادراً أن يخلق تواصلاً بين الفنان والمتلقي.
تربية الرؤيا الجمالية وغرسها في نفوس أطفالنا عامل أساسي في حلّ إشكالية الغموض عندها لن يكون الفن غامضاً.

كلمة أخيرة
الفنان كما هو معروف تاريخياً يتفاعل مع الحدث الاجتماعي والمسائل الإنسانية الصغيرة والكبيرة، بل حتى مع الطبيعة والأسطورة.. والفرح والحزن، بل هو الجانب الفني من تأريخ حركة الكون والبشرية لأن مادته الأولى الوجدان ومملكته الواسعة الإحساس حيث الفزع والرهبة، الفنان يقف بجانب الإنسان أينما كان، إنه كوني بلا حدود، يحمل هوية بيضاء، وجواز مرور إلى كل بلد، إنه مسافر، عاشق، معطاء، لعل الفن يتيح لنا في المستقبل أن نبني عالماً بلا أحزان ويقدم فرصة للحب والفرح فذلك لكي لا تقوم الطبيعة بتخريب ما قدمه الإنسان في بناء صرح الحضارة.

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار