العدد: 9318
الأحد-24-3-2019
لم يكن الكتاب من أهم الوسائل لحفظ المعلومات والأفكار من حيث تدوينها على صفحاته فحسب، وإنما أهميته الكبيرة في حياة الإنسان لما يقوم به من نقل تلك المعارف والعلوم، ووظيفته كوسيلة اتصال كتابية تلبي اهتمامات القرّاء، ويعكس معطيات ومجريات العصر الذي يعيشه ولفترات زمنية وسنين طويلة، وربما يستمر لقرون، يختزن المعلومات، إنّه ذو أثر فعال وسط متلقيه وحسب اهتمام قارئه…
ليس الكتاب فقط وسيلة إعلام واتصال فعّالة في حياة المرء، وإنّما هو وسيلة تثقيفية وتعليمية أيضاً بما تحمله صفحاته من تكامل أفكار الموضوع المطروح ومدروسة باهتمام وعناية، ضمن فصول وأقسام وفقرات مبوَّبة، مستندة إلى مصادر ومراجع واضحة وبيّنة، لكنّه يبقى متخصصاً من حيث الفئة التي يتوجَّه إليها من الناس كبار أم ناشئة وصغار، تجمعهم معاً معرفة القراءة والفهم للنص والموضوع الذي يقرؤونه.
من جهة أخرى يتميز الكتاب بالمتعة التي يقدّمها لنفس وروح القارئ، وهو غذاء الروح والعقل، ينقل هواته ومطلعيه بين حدائق الحاضر وذكريات الماضي وأحداثه منطلقاً بهم إلى آفاق وآمال المستقبل، فالكلمة المطبوعة يبقى تأثيرها في الذهن والذاكرة أكثر منها مسموعة أو مقروءة الكترونياً، فهي موثَّقة ضمن صفحات الكتاب الورقي، يمكن الرجوع إليها حين يشاء طالبها الرجوع إليها.
ونظراً لسهولة تداول الكتاب الورقي، ورخص ثمنه وما يحتويه من العلوم والآداب والفنون والفكر والإبداع بين دفتيه، إضافة إلى أهميته في غرس الصفات الإنسانية الراقية، وإدخال المتعة وتنمية مهارات التذّوق الجمالي، يبقى محافظاً على أهميته ودوره، رغم ظهور الكتاب الالكتروني مؤخراً، وسيبقى يحتل المكانة المرموقة بين الوسائل الإعلامية والثقافية، يشكل مصدراً غنياً بأنواع الثقافة والتعليم كافة، كما وتكمن أهمية الكتاب في حياة الإنسان، كخير جليس وصديق وفيّ.
بسام نوفل هيفا