سوناتا أوس أسعد ودواخل نفسٍ تتوق إلى كلّ ما هو راقٍ

العدد: 9318

الأحد-24-3-2019

 

عندما تشعّ الرّوح ألقاً، تشرق شموس الإبداع نوراً مضفوراً بعبق إنسانيّ وارف حدّ الخيال.
كيف لا؟ ودواخل النّفس البشريّة تتوق بلا هوادة إلى كلّ ما هو راقٍ، إلى مكنونات الجمال أينما حلّ و وجد.
الإبداع الإنسانيّ مثل الماء لا يمكن الإمعان في إخفائه، ينسرب لا محالة مع بحّة صوت.. أو ربما آه قلب متّشح بالحب.
سوناتا أوس أسعد ابنة الأربعة عشر عاماً أبدعت في سنٍّ مبكرة بعدة مجالات الشعر والقصة والموسيقا ونالت العديد من الجوائز آخرها المركز الثاني في المسابقة الوطنية للطلبة في وزارة التربية لتأليف نص قصصي بعنوان (فتاة الكرسي المتحرك).

في لقائنا معها قالت سوناتا: منذ ولدتُ وجدتُ نفسي في بيتٍ يهتمّ بالثّقافة والموسيقا والأدب والفنّ وكل ما هو مفيد لتطوير العقل والشّخصيّة، هكذا بدأت بالاهتمام بالكتب والقصص والمجلّات وأفلام الأطفال ذات الأفكار والعبر المميّزة، ثمّ انتسبتُ إلى معهد صلحي الوادي للموسيقا وبدأت العزف لمدة خمس سنوات على آلة الكمان وفي السنة السادسة تحوّلت إلى آلة (الفيولا) التي تنتمي إلى عائلة الكمان، كما بدأت النشر والرّسم في سنٍّ مبكرة، منذ كنتُ في الصّفّ الثاني الابتدائي في مجلّة أسامة للأطفال، وكانت قصّتي الأولى المصوّرة بعنوان (الغزالة والصّيّادة) وما زلت أنشر فيها حتى الآن، وقد صدر لي كتيّب صغير عن مديريّة منشورات الطفل التابعة لوزارة الثقافة بعنوان (مخيّلة تتكلّم بصمت) وسيصدر لي كتيّب آخر بعنوان (فتى الناي) عن نفس المديريّة، وأحضر النّشاطات الفنيّة والثقافيّة من مسرح وموسيقا وفعاليّات مختلفة حسب الوقت المتاح وبما يتناسب مع وقتي ودراستي.
وجواباً على سؤالنا عن سبب اختيار المجال الذي أبدعت فيه قالت:كما قلت، الجو الذي ولدتُ فيه هيّأني لما أقوم به من نشاطات، أحبّها جميعاً، فأنا أعتبر أنّ كل موهبة منها مكمّلة للأخرى بنسبة معيّنة، فموهبة القراءة والكتابة تكتمل بموهبة العزف،والعزف يتناغم أيضاً مع الشعر والقصّة وهكذا.
وأضافت: أرى نظرات الإعجاب بعيون الآخرين كباراً وصغاراً، وأسمع كلمات المدح والإطراء منهم، وهناك الكثير من زملائي وزميلاتي يتمنّون أن يكونوا مثلي، ويسألوني كيف السبيل لتوسيع معارفهم للوصول إلى ذلك؟
من خلال تنظيم الوقت بالدّرجة الأولى أستطيع الموازنة بين الدراسة واهتماماتي الأخرى، فحين أنهي واجباتي المدرسيّة أو أتعب منها ألجأ إلى فواصل موسيقيّة فأعزف على آلة (الفيولا)، أو أقرأ الشعر أو القصّة القصيرة، وهذا يحفّزني للعودة إلى الدراسة ويشحذ طاقتي على المتابعة الدّائمة.
عن تصوراتها المستقبلية قالت: أنا الآن في الصّفّ الأوّل الثانوي، وسأبقى سنتين إضافيّتين في معهد (صلحي الوادي) للموسيقا، وهذا يؤهلني لدخول المعهد العالي للموسيقا، وسأدخل الجامعة أيضاً إلى الفرع الذي أحبّه، إلى جانب تخصّصي الموسيقي، مع السّعي دوماً لتحقيق النتائج الجيّدة، في المجالات التي حقّقت فيها التّميّز مثل: الشعر، القصّة، الموسيقا، الرّسم.
كما يجب أن أعمل على تقوية اللّغات الأخرى غير العربيّة، فكلّها تفيد في فتح مجالات واسعة أمامي في المستقبل.
وأضافت لأهلي دور كبير في اكتشاف وتنمية مواهبي، فلولاهم لظلّت هذه المواهب
مختفية في داخلي، وهم ينظرون بفخر لما أنجزته حتى الآن، ويحفّزونني على المزيد، وأنا أعدهم وأعد نفسي بتحقيق كل ما أستطيعه، وأظنّ أنني أستطيع تحقيق الكثير في الأيّام القادمة، خصوصاً بعد الذي أنجزته سابقاً، في تحصيل المركز الأول في الشعر عن قصيدة بعنوان (لوعة القمر) عام 2017م لسن ( 13، 17) والجائزة التشجيعيّة في المسابقة التي أقيمت بشكل مفاجئ لورشة الأطفال على هامش كتاب الطفل عام 2018 والتي أعلنت عنهما وزارة الثقافة، والجائزة الثانية في القصّة القصيرة التي أعلنت عن مسابقتها لتمكين اللغة العربية، وزارة التربية عام 2018م وكانت نتائجها عام 2019 م منذ أيّام قليلة، وهي بعنوان (فتاة الكرسي المتحرّك) التي أعتقد أنها ستطبع في كتيّب مستقل سيصدر عن منشورات الطفل في وزارة الثقافة، كما كنت قد فزتُ بجائزتين عن الرسم في طفولتي الأولى ونلتُ الجوائز التّحفيزيّة والشهادات التقديريّة من ممثلة منظمة الصّحة العالمية المقيمة في سورية (إليزابيث هوف) عام 2015م .
وختمت قائلة حول تطوير موهبتها: كما قلت سابقاً ، الدور الأوّل لأهلي في كلّ ما حقّقت، فهم الذين أخذوا بيدي للوصول إلى ما وصلت إليه، أمّا في المجال الموسيقي فالفضل لأساتذتي الذين أوجّه لهم كلّ الشكر والتقدير (غطفان أدناوي، أندريه معلولي، وزياد حنّا)، وحالياً مروان أبو جهجاه أستاذ الكمان والفيولا الذي يشرف على تعليمي عليها الآن، وفي المجالات الأدبيّة الفضل لأسرتي، فأبي شاعر وكاتب وناقد وأمّي مترجمة، وهذا ما حفّز لديّ حبّ التميّز.

رنا رئيف عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار