إذا فقدنــا الوطن فلا قيمـــــة للحــــياة…

العدد: 9318

الأحد-24-3-2019

 

أقام فرع اتحاد الكتّاب العرب باللاذقية نشاطاً أدبياً ضمّ مجموعة من الشعراء والكتّاب الذين قدّموا نتاجهم الأدبي المتنوع بين القصائد الشعرية ذات المضامين المختلفة والقصص الهادفة المعبرة..

 

(الوحدة) رصدت هذا النشاط المتميز الذي عكس مدى الاهتمام بالحركة الثقافية في المحافظة حيث لاقت الأعمال الأدبية للأدباء المشاركين الاستحسان والإصغاء لدى الحضور الذي كان متابعاً – بشغفٍ – لكل ما قُدّم في هذه الظهرية والبداية كانت مع حيان محمد الحسن وهو شاعر ومترجم، عضو اتحاد الكتاب العرب / جمعية الشعر، لديه سبع مجموعات شعرية نذكر منها: (صهيل الرحيل 2013)، (حين يصبح العمر رحيلاً 2017) (هواجس الموت المشتهى 2015) ومجموعتان قيد الطباعة، يكتب وينشر في الصحف المحلية والعربية، هذا وقد تمثلت مشاركته في هذه الظهرية الأدبية عبر ثلاثة نصوص نثرية لها طابع ذاتي وجداني ونص غزلي تدور بشكل عام حول الصراعات الروحية الوجدانية داخل النفس البشرية، صراع الأفكار في مخيلة الشاعر، النص الأول بعنوان: (مثقل الخطو أنا) وهو نص يستحق الاهتمام الأدبي بكل جدارة وقد اخترنا المقطع التالي المعبر:
مثقل الخطو أنا
في دمي نشيجٌ يضجرني
يسفح بياض صحوي
قصائد نزف من وحي حطامي
أما النّص الثاني فهو بعنوان: (سرّ الهداية) وقد اقتطفنا منه ما يلي:
أعرف أنّك أنثى الفصول
وأنّك تقضّين مضجع الحلم
وفي عينيكِ
يتبرعم فرح العمر الوليد
يا مسافرةً في صليل ضلوعي
كظلي العتيق
يا متعرشةً نبض أيامي
المشاركة الثانية للأديب والروائي عزيز نصار، عضو اتحاد الكتاب العرب صدر له خمسة عشر كتاباً ضمن منشورات اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة ، عضو اللجنة الاستشارية العليا في وزارة الثقافة والإشراف على أدب الأطفال ومنشوراتهم وترجماتهم، عضو اللجنة الاستشارية في مجال الإعداد والثقافة والإعلام الحزبي، عضو مجلس إدارة ملتقى البعث للحوار، له ثلاثة آلاف برنامج ثقافي منوع قُدّم في إذاعة دمشق وقد تُرجمت بعض كتبه إلى اللغات الأجنبية وهو يكتب للكبار والصغار وقد قدّم في هذه الظهرية قصة حملت عنوان (الذكريات الجميلة) تدور فكرتها الأساسية عن شهيد كتب رسالة لزوجته وأولاده وقد اخترنا الآتي مما جاء فيها:
(سندفع عن بلدنا، يريد المتوحشون تدميره وإحراقه ونحن سنواجههم حتى النهاية،
سّفاحون جاؤوا من كل أصقاع الأرض يرفعون رايات سوداء كقلوبهم هم لا ينتمون إلى جنس البشر، إذا فقدنا البيت نعيد بناءه، إذا احترق الحقل نزرعه مرّة أخرى، أما إذا فقدنا الوطن فلا قيمة للحياة، ربما أنالُ الشهادة لكن الوطن يبقى).
أما الشاعر والأديب فؤاد نعيسة وهو من مؤسسي اتحاد الكتّاب العرب، عضو اتحاد الكتاب العرب، عضو جمعية الشعر، لديه سبع مجموعات شعرية نذكر منها:(بحثاً عن تلك الأيام) وهي قصيدة للريف وتُعتبر إحياء لجماليات الشخصيات والأجواء الريفية من خلال قريته بسنادا، ( آه يا ضيقَ العناوين)، (للحبّ أحوال كثيرة)، (قصائد للأرض والإنسان)، (أغاني الدرويش الساحلي) وهي قصائد قصيرة جداً،
قدّم في هذا النشاط الأدبي ثلاث قصاصات جميلة ومعبّرة عكست إبداعاً حقيقياً لدى الشاعر إضافة إلى قصيدة بعنوان (لوحتان) الأولى لوحة صامتة والأخرى صائتة، هذا وقد اعتمد الشاعر في اللوحة الأولى الصامتة عبارات الرسم فكَثُرت فيها الإيحاءات والإشارات بين الحبيبين فلا كلام فيها وهي عمودية شكلاً حديثة مضموناً، أما اللوحة الثانية أو القسم الثاني من القصيدة فهو لوحة صائتة أكثر فيها من جماليات الحبيبة حيث تغّنى الشاعر بشذاها وحسنها ووصفها بأجمل وصف، وقد اخترنا من اللوحة الأولى الصامتة ما يلي وهي على شعر التفعيلة:
في ريف عينيك ما في الريف من شجنِ
يا ظبية الحُسنِ، في بريّة الزمن
ولارتعاشكِ- والكف التي حضنت
كفي، على مَهلٍ، صمتٌ يكلمني

ندى كمال سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار