العدد: 9318
الأحد-24-3-2019
«مسألة النهضة»، أزمة العقل الإيماني»، «الصراع بين الثقافة والسلطة» عناوين كتب للأستاذ «حسن أحمد» وقد شكلَّت هذه الكتب محاور محاضرة للأديبة «رجاء شاهين» حملت عنوان: دراسة نقدية لكتب الأستاذ حسن أحمد، وذلك في صالة الجولان بمقر فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية» الوحدة» حضرت المحاضرة، وفي مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء فيها من أفكار وقضايا وتحليلات أغنت موضوع المحاضرة … أشادت الأديبة «رجاء» إلى إصدارات الكاتب التي طمحت إلى تقديم رؤية شاملة للمجتمع العربي، وما يعانيه من تخلف واضطهاد وظلم وجهل… وطرح الحلول والآمال التي تقود إلى التحرر والخروج من المآزق بالعلم والثقافة والمعرفة واللغة التي تستند إليها سائر المقومات من أرض وتاريخ وعقيدة، والثقافة تستدعي علماً بها، وإن المعرفة تقتضي الدراية بمنظومتها وإحكاماً للغتها. ومجتمع المعرفة هو مجتمع القراءة ، هو مجتمع المراهنة على العلم، وهو مجتمع العقل الذي لا يترك إدارة شؤون الناس لا إلى العواطف ولا إلى الأحاسيس، ولا إلى الغرائز الثقافية بما فيها طبائع الثأر ونوازع الغلبة. لخلق قيم الحق والخير والجمال ، ولخلق نمطٍ جديدٍ ممثلٍ بالعلم الحديث الذي يفعل الأعاجيب. وأضافت «شاهين» : أن هذه الكتب أتت من باب الوعي ليقول الباحث الكاتب ما يريد، وليبني الوعي الذي يريد ويريده العلم الحديث من خلال ما هو معروف، وما هو خفٍ، وينشغل المتلقي بذلك الحضور والطروحات لموضوعات معتمدة في حياته، ويتيقظ إلى أن المراد ما يكمن بين ظاهرة الكتابة وما خلفها من مقولات ومفاهيم ورسائل وخطاب تستفيض بشرح تاريخ الصراع في منطقتنا والعالم. هذا الوعي الفعال هو نشاط نفسي وفكري باتجاه المأمول يعمل على تكوين القناعات الفكرية والمواقف السلوكية من خلال نشر الأفكار والآراء في وعي الناس، والعمل على نهوض الفرد والمجتمع فكراً وممارسة وتشكيل تكوين جديد يكون بمثابة أساس لانطلاقة جديدة تعمل على رفع مستوى الوعي الثقافي في المجتمع وتحصينه، وجعل مفهوم الأمن الثقافي مفهوماً شاملاً في مواجهة التأثيرات المباشرة على القضايا الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وتحصين الوعي المجتمعي ضد الإختراقات التي تضعفه أو تشوه هويته الثقافية . وأوضحت المحاضرة أن النهضة في «مساءلة النهضة» كانت حالة لتشكل رافعة للأمة تخرجها من إعاقتها وفشلنا في هذه الحالة ،لأننا قد حاولنا تقليد نهضة الغرب دون الإعتداد بعدته ومناهجه. وهذا ما بدا على كل مظاهر حياتنا حتى المظهر اللغوي. فقد وقعت النهضة في خطأ قاتل عندما استحالت إلى حراك فكري الخصر في النخب ونشاطاتها. وقالت الأديبة «رجاء»: بحرفنة المبدع أدخل الباحث حسن كتبه الثلاث دائرة الصراع العقلي الثقافي السياسي عبر جدلية النهضة بين محنة الثقافة واللغة، وبين العقل والعقل الإيماني المذهبي، وأظهر الفروقات الدائرة في تلك الصراعات الخاسرة، ودور كل منها في تأثيره على الأمة تاريخياً والأدوار المؤثرة لكل منها ومجتمعة في عملية التجاوز للوصول إلى نهضة تحريرية تكون بمثابة الأساس والركيزة للانطلاق نحو حضارة فاعلة تضعنا في مصاف الأمم المؤثرة والمتفوقة. فنعيد ما كان موجوداً في إنسانية أنتجتها الحضارة الإسلامية. ونوهت «شاهين» أنه انطلاقاً من الأهمية الثقافية لبناء نهضة اجتماعية تساءل الباحث عن سر العلاقة بين العقل الإيماني المذهبي والثقافة والنهضة الحضارية واللغة، وحالات الصراع بينها . فعالج تلك المواضيع بتحليل وخبرة، واستثمر اللغة العربية فيها مؤكداً على أهمية اللغة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية خاصة في هذا الزمن زمن العولمة، وبرز التكتلات الاقتصادية، والتوجه نحو الاقتصاد القائم على المعرفة. مع التأكيد على أهمية دور الثقافة والعقل واللغة في عملية التنمية بخاصة اللغة. فهي توفر تبادل ونقل المعرفة والخبرة بين أفراد المجتمع ومؤسساته تحت سقف الحرية، وهي وسيلة التواصل بين أجزاء منظومة التكنولوجيا أو مركبات النظام الوطني للإبتكار داخل العقل المؤمن بالتطور، وهي القادرة على تبادل المعرفة ومنها العلوم والتقنية. وشددت المحاضرة على أن تفعيل الطبيعة الثلاثية للمجتمع في (التربية والتعليم والتثقيف) في ظل قوانين فاعلة ومتفاعلة بضوابط أخلاقية مع الحرية كقدرة للتعامل مع الظروف كلها ستطرح قضايا فكرية نوعية حداثوية تستطيع الإسهام في التنمية والنهضة كثقافة جامعة تحرك وتصنع سياسة حديثة قادرة على صناعة التقدم العلمي، وإدراك المجتمعات الرائدة والمتقدمة. ولا ضير من نبش الماضي والموروث والتاريخ للاستفادة منه، والتعرف على أمكنة التقصير لتجاوزه. وختمت الأديبة» رجاء شاهين» محاضرتها بقولها: لا معرفة دون أسئلة. وبالثقافة والمعرفة تُصنع السياسة الحديثة والتقدم العلمي. وتنشأ القناعات الجديدة على ضوء التجارب والحراك وتكوين أفكار جديدة وسلوك يضمنان الاستمرار لتحقيق الأحلام، ورفض الجزئيات ، ونفي المختلف الذي وصنع الفرقة. إن الثقافة تخلق المعرفة عند العقل المتحرك، والمعرفة تنتج سياسة وتقدّماً علمياً، وتخترق العقل الإيماني، وتأخذه باتجاه نهضة جديدة لمواكبة العالم والمستقبل.
رفيدة يونس أحمد