العـــــدد 9315
الثلاثــــــــاء 19 آذار 2019
في معرض بحثها عن الحب، وتغير النظرة إليه، تقول الباحثة الاجتماعية وردة درش: (المشكلة أن الحبّ صعب جداً علينا، لم؟ لأننا نحب الناس الغلط بسبب سماع كلام، الحب ليس كلاماً ولا حكايات،
الحب هو مشاعر ارتباط الأرواح وليس مجرد كلام على الهاتف أو مكتوب على (شات)، أيها الإنسان اربط القلب بالعقل واجعل نفسك حكيماً حين اتخاذ قرار لحياتك ولا تتهاون أو تتنازل من أجل الحب)
وتختم الأستاذة درش: (أيّها المرء، كلما تزداد قسوة كلما كان حبك صادقاً في الحياة).
نعم، هذا الكلام سليم، والتحليل صائب فالحب هذه العاطفة السامية، والتي تمثل أعلى قيمة في المنظومة القيمية، القيمة التي ترتبط بالسلوك الإنساني الرفيع والنبيل والقويم، هذه العاطفة التي خلقها في بني البشر وخصهم لأن الحبّ بهذا المفهوم الذي أشرت يرتبط بالعقل أيضاً، هو الحبّ المرتبط باليقين والإدراك ومع تقدم العمر بين المحبين يتحول إلى سكن.
وصدق الله العظيم وهو القائل. ..
وحفل التراث بالحب موضوعاً، قيمة وسلوكاً، كما فصل في أنواعه ودرجاته وآثاره على الحبيبة والمحبوب، ومن هذه الكتب نفائس الإعلاق في مآثر العشاق لابن حمامة، وكتاب طوق الحمامة في الألفة والإلاف لابن حزم الأندلسي.
وبرز الحب في الشعر قديمه ووسيطه وحديثه ومعاصره جلياً متجلياً في قصائد الغزل والتشبيب والهيام، وليس بعيداً عن أذهاننا ومسامعنا الشعر الغزلي العفيف العذري والصريح وأشعار جميل وبثينة ومجنون ليلى وقصائد عمر بن أبي ربيعة، وغيرهم كثير من الشعراء المتقدمين والمتأخرين، وليس آخرهم الشاعر الراحل نزار قباني في الأدب العربي والغربي.
وكذلك في القصة والرواية والمسرح والسينما والفنون الجميلة والموسيقى والملتميديا، وحالياً في وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف قنواتها وتفرعاتها،
أيّ ما يمكن إطلاق اسم الحب الافتراضي وعولمة الحب، ولعل أول قصة حب في التاريخ البشري كانت بين آدم وحواء..
الموضوع المطروح هام من النواحي المعرفية والسلوكية والقيمية والأخلاقية والثقافية ويحتاج إلى استفاضة في التحليل، وقد أدليت بدلوي باختصار شديد وشرحت وجهة نظري في الحب اليقيني والافتراضي..
خالد عارف حاج عثمان