ويقاس الشيء بنقيضه!!

الوحدة : 26-11-2024

تفتح الممرضة حقيبة يدها، وتلوّح “بمشد”… كان التوقيت مناسباً في غرفة المعاينة بقسم الإسعاف في المشفى الحكومي، والحل جاء سريعاً، لم يتسنَّ لذوي المريض التفكير من أين سيحضرون ذلك المشد لساق ولدهم المكسورة الذي طلبه الطبيب على عجل حتى أخرجته من حقيبتها مدعية أنّها “محاسن الصدف”، تلك التي تتكرر باليوم أكثر من مرّة ومع أكثر من مريض، قد دفعتها لشرائه من أجل ابن أخيها المريض، وها هي بكامل إنسانيتها تتنازل عنه لكل مريض في الإسعاف، خدمة يخالطها الشك، فهي تتدعي شراءه، ومن غير اللائق عدم دفع ثمنه لها، وتنطلي الحيلة، ويبقى السؤال، أهذه تتاجر أم في الأمر أحجية؟
اليوم يشتري المريض كل مستلزمات علاجه في مشافينا العامة، فهل نفضت وزارة الصحّة يديها بشكل غير مباشر من تقديم العلاج المجاني الذي هو حق لكل مواطن، أم أن للجان المبايعات لعبتها المدروسة جيداً قبل أن ترمى التهم جزافاً؟ وهذا ما لا يقبله عقل أو منطق، ولا يليق بنا فعل ذلك، نسأل سؤالنا البريء لمَ لا عين ترى ولا إذن تسمع؟. يخالطنا الشك ونحن نرى عمال النظافة يكنسون اليوم شوارع اللاذقية في هذا الجو الماطر، نعم العاصف والماطر، أين كانوا والشمس مشرقة في أيام الصيف الجميل عندما كانت مكنستهم تأبى الاقتراب إلا من أماكن بعينها فيها منفعة أكيدة.
يقال يعرف الشيء من نقيضه، تعيين محافظ جديد على رأس السلطة التنفيذية، يعكس جدية التعامل من ارتداداتها على الأرض، بأبسط الأمور (النظافة) الحلقة الأضعف، ما يعني الواقع المزري للنظافة سابقاً لم يكن خفياً على مجلس مدينة اللاذقية، لكن عين الرقابة اليوم تفتحت عما كانت عليه مغلقة سابقاً.
ما علينا.. انتقلنا من الحديث عن الصحة إلى قطاع ٱخر لنسوق فكرتنا أن التغيرات الإدارية قد تصنع فرقاً.. وهذا ما نأمل أن نلمسه مع بدء استلام مديرين جدد في مديرية الصّحة لمهامهم، ونحن بالانتظار!

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار