الشتاء ومفاعيله الطبيعية على صفحات التواصل؟!

الوحدة : 26-11-2024

مع الاحترام والتقدير لكافّة العاملين ضمن مواقع الأرصاد الجوية، وكذلك المتنبئين الجويين، فقد بدأت صفحات التواصل الاجتماعي تستغلّ هذه الحالة التي يقدّمها هؤلاء العاملون ضمن حقول هم بالأصل وُجدوا لهذه الإيضاحات والتحذيرات وشرح تفاصيل الطقس، وتقديمها عبر جِهات معنية بالأمر كالمطارات، والعاملين بحقول الموانئ البحرية، وكذلك لوسائل إعلام (رسمية) تعمل على تنبيه المواطنين وخاصّة ممّن يعملون بحقول الزراعات المحمية وسكّان الأودية، وكذلك القِطاعات الخدمية، من أجل أخذ الحيطة والحذر .. وضمنياً، تقوم هذه الصفحات باقتباس الحالة فتصنع منها محتوى مُخيفاً يولّد ذعراً عاماً، يشكل (بروباغندا) إعلامية، تتنقّل أمام المتصفّحين من هنا لهناك، من أجل جمع التفاعلات وتقوية الصفحات، وكون الغالبية من المجتمعات لا زال يتوجّس هول زلزال عنيف، وقع ضمن ظروف شتائية مرعبة.
وبالعودة إلى الواقع العام للشتاء، وبحكم الطبيعة، لم يكُن الشتاء على مرّ الزمان حنوناً على الأرض وسكّانها بالمُجمل، ولم يسبق أن كان ناعماً، فالعواصف وتبِعاتها المطرية هي سِمة الشتاء الحقيقية.. لكن، أن يمرّ هذا الفصل جافّاً منكمشاً هنا الطامّة الكبرى، فقد سجد أهل الأرض وبكوا كثيراً عند الانحباس، وصلّوا وتعبّدوا وزادوا الاستجداء عبر صلوات الاستسقاء طلباً للغيث، وعلى العكس تماماً لم يفعلوا عكس ذلك عندما تكون الأرض والسماء ماء بماء، لأنها الحالة الطبيعية للشتاء، فصل الخير والعطاء، علماً أن هناك الكلام الكثير الذي صدر مؤخّراً، يؤكّد عبره العلماء أن الأنشطة البشرية هي السبب في تغير المناخ وتطرّفه.. على العموم هذه الحالات العديدة مع بدء الشتاء، من مُنخفضات وتيارات قطبية وطقس بارد، وكذلك ثُلوج وعواصف، هي أساس هذا الفصل ونواته الحقيقية، وقد كان الشتاء منذ نحو أربعة عُقود خلت عبارة عن هيجان وتطرّف جوي يشوبه البرق والرعد والظلام النهاري، والخيوط المطرية تتدلّى من السماء على مدار النهار والّليل، تستمر هذه الحالة لغالبية الفصل، حتّى تلبُس الجبال الأبيض، والطّرقات والوديان تُصبح كالأنهار، فتنعزل قُرى، وتنغمر حقول، وكُل ذلك يُعتبر ضمن الوضع الطبيعي للشتاء، تلاحق هذه المفاعيل مُتلازمة البشر الأبدية، (الله يبعت الخير).

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار