10آلاف لـــيرة وبـــــس.. عوجا «ما بتظبط معي»

العدد: 9314

18-3-2019

 

 

(مش عم تظبط معي إني أحبك ولا أشتريك لا والله) . . و(جوانية) راتبي وصميم قلبه وما فيه لأقل من ثلاثة كيلو منك (عوجا) . .
من بعيد تلمحها، ثمار صغيرة بحجم حبّ التوت لا بلونها قطفت قبل أوانها للحاق بركب الأسعار، حيث تخلو ساحات العرض وشوارعها وسوبر ماركاتها من شقيقاتها وبنات خالاتها، لتكون الأقوى بين منافساتها تضارب بأسعارها الفاكهة الاستوائية، ولم تستو بعد، والتي دفعت عليها ضرائب ورسوم غير متحركة، وهي ابنة البلد ذات أصل وبذر وثمر فيه الخير والعافية، فكيف تغيرت وعلينا تعالت ونحن كنا لها عاشقين وفي سهراتنا وسمرنا بأكلها مبسوطين؟ لقد ضجت بها بورصة السوق، وبلغ حد صرفها مصاغ العروس لتغالبنا في أمرنا، وقد استطارت بحامل بلعت ريقها على شهوة ليأتي وليدها بوحمة وطابع برسم محلي.
في حي الزراعة وعلى زاوية الشارع قبع أحد بائعي الفاكهة النخبوية والاستوائية والعوجا قد تبرجت وتألقت فيها، ولم يكن سعرها ممهوراً عليها، اقتربت منها وسألت صاحبها بل (واليها) عن الثمن فرد بجفاء: ليس لك . .
لا يمكن تواجدها أبداً في السوبر ماركات والدكاكين، حيث رد علي أحدهم (عوجا . . ليش قديش راتبك).

صديقتي في جبلة مرت بجانب عربة ومن أحد جوانبها استفردت حبات العوجا على مساحة بصرها فاقتربت منها وسألت البائع عن ثمنها (15ألف ليرة) الذي دفعها للشهيق والضحك الهيستيري ليأتي البكاء، مما اضطر البائع ليتصدق عليها ببعض الحبات لتذوقها بعد أن قال: (اتنين تلاتة متلك مو خسارة وبلا هالبيعة)
في الرمل الشمالي . . فتيات صغيرات مع والدتهن وقفن والابتسامة أشرقت على وجوههن أمام عربة تعلوها صينية من (العوجا) وقد اشرأب السعر في وسطها 1500ليرة الوقية، تناولت السيدة مها كيساً صغيراً منها لترجع أدراجها وهنا استوقفناها لتقول: لقد وعدتهم ..أول ما نزلت في السوق بسعر 16ألف ليرة وشراؤها عسير علينا، والأولاد يعشقونها ويوصونني بها، واليوم أفي بوعدي لهم، هي مرة واحدة في الشهر ويمكن بالسنة . . شهوة . . من غير المعقول أن أشتريها لنفسي، لكن من المؤكد لأجل الأولاد أشتريها ولو كلفتني نصف معاشي وكلي فرح وسرور.
فتيات كثيرات استوقفهن السعر لكن . . إحداهن قالت وهي تقهقه وجعاً أو طرباً . . (والله يا خيتي نحنا مش قدها) حبتان بألف ليرة لا تشبع، (وبالناقص . . بلاها) من الأفضل أن نأخذ كيلو ونص فريز ويشبع الكل.
الشاب أحمد البائع أشار إلى أنه إذا ما أكرمه الله فإنه لا يبيع في اليوم أكثر من كيلو ووقية ونص مع أنه يبيع بضاعته بأرخص ما عند بائعيها في المدينة كلها حيث الوقية منها بألفي ليرة، العوجا طغت على باقي الفاكهة منذ ظهورها في السوق لكنها ثمينة وليست وجبة سمينة تتطلبها الوجبات وأنظار الأولاد، والأفضل منها الفريز الحلو الأحمر بألف ليرة فقط، والموز الصومالي المغذي بـ 800 ليرة فقط وسعر الكرتونة 16 ألف ليرة أي سعر كيلو عوجا واحد . .
أخيراً . . (العوجا) اللوز الأخضر الحامض من الوجبات الخفيفة نتناولها مع الملح في أيام الربيع التي تبشر بغلال الصيف وثماره، ويمكن أن نكبسها بالملح كالمخللات ونحفظها بعيداً عن أعين المحبين.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار