الوحدة : 23-10-2021
شهدت الفترة الأخيرة مشاركاتٍ فنّية سورية عدّة في مهرجاناتٍ عربية عريقة، سواء سينمائياً أو درامياً أو موسيقياً، لنجد الفنّ السوري يستعيد ألقه وحضوره المتميزين في المحافل الفنّية العربية وفي غير دولة، ما يؤكد أنّه ما يزال بخير ونجمه ساطعٌ وشمسه مشرقةٌ رغم ما عصف به خلال السنوات السابقة من تجاهلٍ واستبعادٍ، سواء عن قصد أو بغير نيّة… جوائز وتكريمات… وحفاوةٌ مسحت سنوات الجفاء.
نجومٌ لم يأفلوا يوماً ولم ينَل منهم كِبر السنّ، بل على العكس كما الدرر والألماس تعتّقوا زمناً وما هرِموا، وآخرون مازالوا في أوج عطاءاتهم وفي جعبتهم كثيرُ من الإبداع والألق، ومواهب تبرعمت بالأمس القريب وتفتّحت أزهارها وما ذبُلت… كلّهم وجدوا طريقهم إلى منصّات التكريم العربية.
فعلى الصعيد السينمائي شهدت السينما السورية خلال الفترة الماضية تألّقاً مميزاً سواء على المستوى المحلي أو العربي، إذ حفلت الساحة السينمائية بإنتاج عدد من الأفلام الروائية سواء الطويلة أو القصيرة، لنجوم -ليسوا من الصفّ الأول فقط- تمثيلاً وتأليفاً وإخراجاً.. ولاقت حضوراً جماهيرياً كبيراً امتد على مدار أيام العروض وفي غير مدينة سورية وعربية.
وحصدت بعض هذه الأفلام -لاسيّما التي لم تُعرض محلياً بعد- عدداً من الجوائز خلال مشاركاتها العربية كان آخرها ثلاث جوائز في مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الـ 37 الذي اختتمت فعالياته مؤخراً.
وتوزعت الأفلام الفائزة التي أنتجت من قبل المؤسسة العامة للسينما والمؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني في مسابقة نور الشريف للفيلم العربي، حيث نال الفيلم الروائي الطويل “الإفطار الأخير” سيناريو وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد جائزة وحيد حامد لأفضل سيناريو، بينما نال فيلم “المطران” للمخرج باسل الخطيب جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
ونال الفنان النجم أحمد الأحمد جائزة أحمد زكي لأفضل ممثل عن فيلمه “الظهر إلى الجدار” تأليف وإخراج أوس محمد.
كما مُنح الفنان الكبير دريد لحّام وسام عروس البحر المتوسط، تقديراً لدوره في الحركة السينمائية العربية ووضع السينما السورية في مكانة متميزة بين قريناتها في المنطقة العربية.
واحتفى المهرجان بالسينما السورية حيث شارك فيه خمسة أفلام ضمن مسابقاته المختلفة بعرضها العالمي الأول.
كما نجحت الدراما السورية بحصد ثلاث جوائز في مهرجان الأردن للإعلام العربي الذي اختُتم مؤخراً أيضاً، حيث نال مسلسل “حارس القدس” الجائزة الفضية عن فئة الأعمال الدرامية الاجتماعية، فيما نال مسلسل “كرم منجل” الجائزة الفضية عن فئة الأعمال الكوميدية، في حين نال مسلسل “خريف العشاق” الجائزة البرونزية عن فئة الأعمال الاجتماعية.
وتم في حفل الافتتاح تكريم الفنانة “سلمى المصري”، وفي حفل الختام كُرّم الأستاذ “عماد جلول” مدير عام المسارح والموسيقا في سورية.
أخيراً وليس آخراً كُرّمت مساء أمس الأول الممثلة السورية المبدعة نادين خوري، والموسيقار السوري الكبير طاهر مامللي، في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس.
مباركةٌ هذه الإنجازات وإلى مزيدٍ من التألّق والانتشار، وإلى مصافي العالمية بثقة المبدع المتميّز، وكلّنا أمل أن نشهد حفاوةً فنّية لائقة بعظماء فنّنا السوريّ وكبار نجومه هنا.. على أرضنا وبين جمهورنا.. قبل أن يُكرّمنا الأشقاء والأصدقاء.
ريم جبيلي