الوحدة : 17-10-2021
يحتاج الأطفال إلى عناية فائقة من أجل تنمية قدراتهم وإرشادهم إلى الطريق الأمثل، ومن هذه المقولة، يتم طرح الكيفية التي يمكن بها اكتشاف المواهب لدى الأطفال، وأفضل السبل لتنميتها واستثمارها، فهل يمكننا صناعة الموهبة لدى أطفالنا أم أنها لمحات شفافة تنساب من خلال تعابيرهم وأحاسيسهم؟ فكثيراً ما نبدي إعجابنا بأطفالٍ نلتقيهم في الحياة – أو على منابر الأدب والفن والرياضة وغيرها من المجالات- باهتمامات وهوايات متنوعة، ومنها ما هو فريد وملفت.. ومع كوكبة من هؤلاء المميزين، كانتْ هذه الومضات الجميلة…
الصديق كرم محمد، عالم تقني مهني منذ صغره، متفوق في الرياضيات والعربي والعلوم يقول كرم عن هواياته: الالكترونيات، تأتي بالدرجة الأولى، وعلى اليوتيوب أتابع تصنيع الأجهزة والألعاب الالكترونية، وأحاول تقليدها وتنفيذ نماذج منها وفق الخطوات المطلوبة، وكل ذلك بإشراف وتشجيع من والدي، أهتم أيضاً ببرامج الصيانة، وتقنيات البرمجيات، أحب أيضاً الموسيقا وتابعت دورة على آلة الأورغ، لكن هاجسي الأكبر الالكترونيات وطموحي المتابعة في هذا المجال.
الصديقة سمارا جبور، متفوقة وتحب تنظيم وقتها، وسعادتها تكتمل حين تنجز كل ما خططتُ له ليومها، عن هوايتها تقول سمارا: أحبّ الرسمَ منذ نعومة أظفاري، تعلّمتُ أصوله وقواعده الأساسية من خلال دورات المكتبة العمومية للأطفال والمركز الثقافي، وكذلك في البيت العربي للموسيقا والفنون، حيث تعرفتُ أكثر على الألوان المائية والزيتية وطريقة مزجها، وعلى التظليل والأبعاد.. أيضاً أحب اللغة الإنكليزية والغناء والمطالعة.
الصديقة ميس إبراهيم، موهوبة في مجالات عديدة فهي تعزف على آلة البيانو، ومن بين أصابعها تنطلق المعزوفات بطريقة ساحرة، أما عن هواياتها الأخرى، فتضيف ميس: أحب رقص الباليه، وأتابع تدريباتي في مدرسة لتعليم هذا النوع من الرقص، وأهتم باللغات (انكليزي – روسي ) .. أيضاً أحب الرسم وعندي لوحات رسمت فيها الطبيعة والبيئة وأقوم بتصميم بعض الأشكال بورق الأشغال وأود أن أصبح مهندسة معمارية.
الصديقة مايا الياس، متفوقة في الصف السادس وتحب كل المواد الدراسية التي تجعلها تتعرف على كل ما هو جديد في العلم والمعرفة والثقافة والحياة، هذا إلى جانب برامج الكمبيوتر المنوعة التي تفتح لها آفاقاً جديدة بسرعة ودقة، مايا تفرح حين تنجز لوحة فهي تهوى الرسم، حين تقرأ قصة فيها أحداث وخيال ومعنى أو تستمع لموسيقا تحبها، فالدرس له وقت والهواية لها وقت والاستمتاع بما نحب ونتابعه يدخل السعادة لأرواحنا..
الصديقة هالة شعبان تعلمت الرسم على الفخار، والرسم الهندسي والواقعي، ولديها عدة لوحات عن الوطن وطبيعته الساحرة، كما تعلمت العزف على آلة الكمان وعلى الصولفيج والمقامات، وشاركت مع فرقة النادي بأغنية ومقطوعة موسيقية، كما اتبعت هالة دورة لغة انكليزية، ونالتْ عليها شهادة تقدير، وأمنيتها أن تصبحَ دكتورة أطفال لأنها تحب كل أطفال سورية.
بقي للقول: الإبداع رافدٌ للتميّز والطموح وحسب آراء التربويين فإنّ الموهبة والإبداع ليسا أمراً فطرياً وحسب، بل للمجتمع والتربية الدور الأكبر في تشكيلهما وحسن استثمارهما، فكل إنسان مبدعٌ في جانب ما من جوانب شخصيته، أو على أقل تقدير، به جانب مؤهل للإبداع، ولكن الموهبة التي تكمن في شخصيته تبقى مثل الخامات الثمينة بحاجة لكشف وتنقيب ورعاية وصقل وتهذيب، حتى تغدو لامعةً براقةً مشعّة لكل من حولها.
فدوى مقوص