بين دفتي كتاب” ولقاء الشهر مع رواية ( اختفاء السيد لا أحد ) ل د. أحمد طيباوي

الوحدة : 14-10-2021

 للحياة بأشكالها وتدابيرها ورؤاها صوت وتردد وصدى، يخط على قسمات الوجوه صبغة الزمن ، حيث لا أحد ينجو… فتكون في تفاصيل لمفاصل ووشم يقص بعض أو جل ما حصل.. هذا الشهر وبلقائهم الدوري خلال الأسبوع الماضي كان لملتقى ” بين دفتي كتاب” بإدارة التربوية رحاب جعبري وبحضور عدد لافت من المعلمين مع د. هاشم دويدري.

 ود. عدنان بيلونة جلسة مناقشة رواية ( اختفاء السيد لا أحد ) للروائي الجزائري د. أحمد طيباوي غاص فيها كثيراً في صوت وصورة للأنا العربية وجملة التناقضات التي تعيشها، كانت البداية مع المربية جعبري التي شرحت نبذة عن الكاتب والظروف الحياتية التي كتبت فيها الرواية إضافة إلى أحداث الرواية و الفلك الذي تدور فيه, كما ناقشت انعكاس الرواية على الحاضر والمواقف المستقاة من الرواية، وفتحت النقاش الحر حول الرواية فكانت الوقفة الأولى بمداخلة مع د. هاشم دويدري ( دكتور مدرس في جامعة تشرين كلية الآداب- قسم اللغة العربية ) ،حيث اقتبس العديد من العبارات والجمل يستشهد بها قائلاً في موجز : ” ترصد الرواية هموم الإنسان، هل وجود الإنسان مهم؟ وهل يمكن إثبات ذلك؟ أم أن الأفضل أن يختفي؟ كما ترصد الرواية اضطراب الشخصية الإنسانية وعدم ثباتها وذلك في جو من التشتت الفكري والعاطفي، يبدو البطل في الرواية مهزوماً مسحوقاً يشعر بأن دوره ثانوي حين يعتني بشيخ فاقد الذاكرة، والمشاعر في هذه الرواية عموماً سوداوية وتضم العديد من الحكم التي تراوح بين الحقائق والتشاؤم، كما تنحو هذه الرواية إلى الواقعية الطبيعية أحيانا، تصور مواقع كثيرة بأشكالها المختلفة والتي فيها موقف مبتذلة. –

 وللمربية اعتدال الحسن كان لها مداخلتها مستشهدة بمقاطع من الرواية فقالت في مقتطعات منها:” الرواية هي التي تأخذك من صفحة لأخرى ، لا تحمل أحداثاً فحسب بل تأخذنا لعوالمها ونعيش أحداثها, أما أن تقرأ رواية تبعث فينا الطاقة السلبية و التوتر فهذا ما حدث معي عند قراءة الرواية ففيها تبديد للقيم الإنسانية و المفاهيم وحتى الصور السلبية في الروح هي روح قذرة ووصف للإنسان بأن لا خير فيه”. *

– كما كان للمربية جدوى عبود مداخلتها التي قالت في جزء منها:” كم هي هامشية هذه الشخصية وسلبية ومعدمة, جعلتني أدخل إلى ذاتي كما إلى ذوات من حولي /مقربين وأباعد/ لأرى أن أمثال هؤلاء المهمشين ..في مراحل من حياتهم ؛نحن.. تتمة عدد بلا أسماء بل فائض عدد حتى لو كانت الأسماء معروفة، بلا هوية وخاصة في الحرب، بلا أهداف ها نحن تسيِّرنا الأيام والظروف على هواها ومع ذلك وفي زحمة السلبية والضعف والهوان لنا تأثير بنَّاء مفيد وبنا أخلاق.. كأن نتابع أمر عجوز محتاج للرعاية حيناً وحينا نهين امرأة أحبتنا وتخلت عن كل ما أمكن لنبقى سوياً. .هذا اللا أحد مقيم تائه في كل مدينة وحيٍّ وقرية يتسول الطعام من فتاتٍ في حاوية ويتسول اهتماماً من خادمة ويقف على ساقٍ واحدة كالصقر حين يحتاج رجل عجوز المساعدة هؤلاء ليسوا لا أحد هم كل المجتمع حيناً وحيناً نبلاؤه الفقراء ..

هو بلا اسم ليكون أسماؤنا ورغباتنا الدفينة للحب وحاجتنا للطعام والمأوى , أتعبني هذا الكتاب/الرواية/بسوداويته وبؤس شخوصه , أجل السيد لا أحد هو المجتمع المهزوم المهمش”.

كما كان للحضور تعقيباته وآراؤه في مداخلات مقتضبة:

 – هذه الرواية نالت العديد من الجوائز منها جائزة نجيب محفوظ وعن هذه الرواية قال مؤلفها الروائي عندما سُئل عنها:” وعن محرضه لكتابة روايته ( اختفاء السيد لا أحد) فقال :(( إنها صوت المهمشين وحالة الاغتراب التي يعيشها المواطن العربي والمجتمعات المتخلفة تاريخياً وحضارياً ، إنها تحكي عن بشر سلبيين منقادين انهزاميين بلا ضمير ،شخصيات مأرومة بضميرها الحي أكثر مما يتطلبه واقعها، أو بضميرها الميت جرّاء قسوة ذلك الواقع لذلك فهي تعيش حالة انفصام ازدواجية .. تحلل أو عزلة .

سلمى حلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار