الوحدة : 7-10-2021
أجمل ما في الأدب قربه من الواقع، بل ملامسته له حرفياً، وهو ما ينطبق على الروايتين اللتين سنلقي عليهما الضوء فيما يأتي.
الرواية الأولى (كونسيلر) من تأليف د. نرمين نحمد الله، وهي أحدث رواياتها الصادرة عن دار دوّن للنشر والتوزيع.
تدور الفكرة الأساسية حول بطلة الرواية (فاطمة) التي تقرر في إحدى لياليها المحتقنة بذكريات الماضي البعيد، الانتقام من كلّ الذين تسببوا لها بالأذى، ولكن هل يكفي الانتقام وحده؟.
أيام طويلة وسنوات تمرّ في محاولات للتصالح مع النفس، مع الآخرين، مع قصص الحبّ المهملة، وربما التصالح مع الموت نفسه.
تنجح (فاطمة) مرات عديدة في تحقيق أحلامها، وإشباع مشاعر الحبّ والتشفّي معاً. لكن القدر يخفي لها اختباراً أخيراً يجبرها على البدء من جديد.
ترى هل ينجح القلب العليل في الشفاء؟ أم تدفعه الأيام نحو هزيمة أثقل؟.
رواية رائعة لقصة حقيقية عن الحياة والقدر.
د. نرمين نحمد الله، كاتبة وصيدلانية مصرية من مواليد ١٩٨٢، تكتب مقالات في مجلة زهرة الخليج، لها روايات إلكترونية عدّة، أبرزها (ماسة وشيطان)، (مرايا الخريف)، (سينابون )، (قيود ناعمة) وغيرها، كما صدر لها رواية (تعاويذ عمران) عن نفس الدار عام ٢٠١٩
وبالانتقال إلى الرواية المترجمة الأروع (أيام الهجران) للمؤلفة المبدعة إيلينا فيرَّانتي، وترجمة شيرين حيدر.
والمؤلّفة فيرَّانتي هي أفضل كاتبة عرفتها الرواية الحديثة، لشفافية أدبها، وعمق حكاياتها.
أما فكرة الرواية تتركز عندما يقرر (ماريو) فجأة هجر أولغا مع طفلين وكلب، بعد خمسة عشر عاماً من الزواج، وتبدأ رحلة أولغا إلى ظلمة دواخلها، فتعري هشاشتها المرعبة، وتكشف عجزها المروّع عن التعامل مع طفليها، ومع العالم.
كم مرة سمعنا عن قصة مماثلة؟ ولكن المؤلّفة فيرَّانتي تأخذ الدراما العادية لتحوّلها إلى حدث استثنائي.
مهى الشريقي