تظاهرة الفن التشكيلي في صحيفة الوحدة (10) الفنانة التشكيلية رزان عيسى: الغلاء الذي تشهده مجتمعاتنا العربية هو أكبر من أن يسعف فناناً في تأمين احتياجاته لرسم لوحة
الوحدة : 18-9-2021
من الطبيعي أن تواجه أي فنان بعض الصعوبات أو التحديات على مختلف الصعد، لكن المبدع الحقيقي هو الذي يبقى صامداً أمام أي عقبة، وذلك انطلاقاً من الحرص على رسالته السامية، ومن أجل إعطاء الصورة المثلى للمشهد الثقافي في مجتمعه، وهنا وقفتنا مع الفنانة التشكيلية رزان عيسى، كي نرى رأيها ضمن هذا المجال، إذ تقول: الفن التشكيلي هو أسلوب راقٍ جداً للمحاورة بين الفنان ومجتمعه، والتواصل العميق بين اللون والفكرة، للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع، وهو جسر لعبور الفكرة من سجن العقل إلى الحرية المطلقة في التعبير، وقد كان اللغة الأساسية قبل الكلام، ربما لإيصال أي رسالة، ثم تتابع: لكن هناك عدة صعوبات تواجه الفن والفنان وأهمها الصعوبات المادية وتأخذ حيزاً كبيراً منها، إذ إن الغلاء الذي تشهده مجتمعاتنا العربية هو أكبر من أن يسعف فناناً في تأمين احتياجاته لرسم لوحة، والتعبير عن مشاعره، وتعيق فكر الفنان، إذ تشغله بتأمين متطلباته اليومية وإهمال التفكير والتنفيذ لأي فكرة، أو موقف وتجسيدهما باللون على لوحة، وتتابع قائلة: ومن الصعوبات أيضاً عدم الاهتمام بالفنان من قِبل المسؤولين فنياً، وعدم وجود سوق تصريف للأعمال، وهذه مشكلة كبيرة، حيث إن هذا الأمر لا يوفر له دخلاً، بل يصبح عبئاً، زائداً، كما أن البعد بين الفنان ومجتمعه، وعدم التواصل لعدة أسباب ثقافية ومادية، والنظرة الدونية له على أنه يلهو، وهذا لا يجوز، فجميع هذه الصعوبات مترابطة ببعضها لإعاقة الفن والفكرة، علماً أن الفن التشكيلي بأنواعه يملك رسالة لا تقل أهميتها عن أهمية أي رسالة إنسانية، تعبّر عن المشاعر الحسية التي يمتلكها الفنان، وعن مكنونات قلبه وروحه وعقله، وما يجري بينها من حوارات لإنتاج عمل فني يكاد ينطق كما الشعر وأكثر، وهو وسيلة جميلة ومسالمة لإيصال أي فكرة ومعالجتها ربما، وكما أنه وسيلة لإظهار الجمال، فهو أيضاً سلاح بيده لمحاربة وإظهار مواطن التشوه النفسي والجسدي، والتعبير عن أي موقف ووصوله لأكبر كم من الناس لتفاديه وعلاجه.
د. رفيف هلال