الوحدة : 11-9-2021
أزمنة من وجع تتوالى.. تخنقني، كالصخر الجلمود تستريح على صدري..
حشرجات تقطعني كالنصال..
أقرأ الحال وجعاً، أقلب صفحات من دفتر ألم مفتوح على جهات الدنيا الأربع، كأنه طير، صر.. مزق .. ثم رميت أشلاؤه هنا وهناك شلوا.. فشلوا…
يطوف بي اليأس كما غيري.. يأخذنا.. نكاد لا نصدق..
أهي حياتنا التي رسمناها في كراسات الرسم ذات طفولة؟
أين ذهبت الألوان.. غامت كل الأقلام الزاهية تحولت إلى لون مزيج من أسود معتم صريح وأبيض خجول متوار خلف بوابة الحلم، ينتظر العمر وانقضاء الليل ليحدثنا عما رأى..
ربما هي أضغاث.. أو لعلها حقيقة.. الحقيقة الجارحة، الواضحة وضوح الشمس الساطعة بعد زخة مطر أيلولية..
فما قبل (المطرة) ليس كما بعدها.. كل صار أنقى.. أطهر وأشد نظافة..
الشجر، الحجر، الهواء، الغيم، السماء، البحر، الشاطئ، الحقل، الطير، والثمر،
حتى الأزقة غدت غير ما كانت عليه، وحدهم البشر جديرون بهذا المطر الأيلولي ليغسلوا همومهم، يشيعوا أحزانهم، يعودوا أكثر وداً ومحبة، يتعلموا من الزيتون كيف يغسلون عن حباته الغبار، ويزيدوا زيت الخير، لتمتلئ بعدها به الخوابي والجرار، ويفرح الصغار والشيوخ بمواسم الأرض والكروم، هل يفهمون الدرس والمغزى، المعنى والفكر؟
يتآلفون، يتعاضدون، يتكافلون، يتوادون، ينسون جراحهم، يبلسمون ما تبقى منها قيد النزيف والوجع، يفرحون، يساعدون، يغيثون بعضهم، يأملون، يكونون كالغيث، زخة أيلول..
خالد عارف حاج عثمان