صالة دار الأسد للمعارض تستقبل موهبتين محليتين

الوحدة: 12-8-2021


استقبل المركز الثقافي في اللاذقية في الحادي عشر من شهر آب الحالي معرضاً مشتركاً للفنانين النحّات وائل غازي والرسّام عيد شاهين كبادرة تقدير لموهبتهما الفنية الفطرية، وتشجيعاً لفنهما الذي قاما به بجهودهما الفردية متحدّين كل ما اعترضهما على هذا الطريق.

ضم المعرض أربعين عملاً: منها(٢٠) عملاً نحتياً و(٢٠) رسماً زيتياً. كانت لنا وقفتان مع ضيفي المعرض تحدثا عن مشاركتهما .

الفنان النحّات وائل غازي قال:

لا يحتاج الفن إلى شهادات، برأيي تكفي الموهبة والشغف. لست خريجاً لأي معهد أو أكاديمية فنية، لكن موهبتي الفنية بالفطرة وحبي للطبيعة وأخشاب الأشجار، هو من خلق عندي هذا الحس الفني، فكنت أصنع أفكاري من أعواد الخشب والحجر والطين، كوني ابن ريف من قرية /بسبت/وكانت دافعاً محفزاً كافياً لأطلق العنان لمخيلتي وأجرب في كل ما أمسكه ويقع بين يدي، تطورت شيئاً فشيئاً ونحتّ العديد من الأعمال الصغيرة.

 

وجاءت الحرب، فنزحنا إلى اللاذقية، جئت يائساً محبطاً تاركاً كل شيء خلفي.. ذكرياتي، أعمالي، ورشتي الصغيرة في الطبيعة..كانت نفسيتي متعبة، جلست بلا عمل لعدة سنوات، وبعدها قررت النهوض من جديد ونفضت غبار الإحباط واستعدت شغفي، فالله وهبني العقل، فلماذا لا أستثمر به، وتابعت لتكون هذه الأعمال المعروضة كما هي عليه.

رغم كل الظروف علينا ألّا نيأس أو نحبط. علينا أن نرى الحياة بجانب مشرق رغم الظلام ونحاول أن نكون صناعاً للجمال.

وعن الأدوات المستخدمة في المنحوتات يقول: أدواتي هي إزميلين ومطرقة ومبرد خشبي وبرداخ.

ومع أن النحت متعب وفيه جهد وسبب لي متاعب صحية، إلا أنني أثبت وجودي من خلاله. كل منحوتة فيها رسالة، وما يجمع كل أعمالي رسالة حب لمبدع الكون الحقيقي الذي أعطانا هذه الطبيعة السخية بكل مفرداتها.

تعلقي بأعمالي يمنعني أن  يكون عملي تجارياً.أقوم بداية بعملية الحفر ليأخذ العمل  المجسم شكله، ثم أقوم ببردخته وتنظيفه ليكون جاهزاً لطلائه باللكر.

والأعمال المعروضة  هي لأدوات الريف القديم كالفانوس وقنديل الكاز ومنحوتات للجندي السوري والمجاهد السوري قديماً ولكائنات الطبيعة بمجسمات واقعية أو رمزية.

أعمالي باختصار تحكي قصة كفاحي في هذه الحياة.

أما الوقفة الثانية كانت مع الفنان عيد شاهين الذي قال:

أنا مدرس لمادة الرسم الزيتي رغم أنني لست خريجا لأي كلية فنية. من طفولتي كان الفن توءمي . ظروف الحياة القاسية لم تساعدني على الالتحاق بمعهد أو جامعة لتدريس الفن. فكنت أنا من قمت بتدريس نفسي الفنية بالفطرة، وطورت موهبتي، أدركت أن عليّ أن أجتهد، وبدأت، واليوم بعد مرور أربعين عاماً، وبعدما صرت أباً لخمسة أولاد ولديّ أحفاد، أحس نفسي مناضلاً في الفن. أعطي دروساً لساعات، لأناس مثلي، لم تساعدهم الحياة ليدرسوا الفن.

أطور نفسي أكثر اليوم بوجود النت هذا المعلّم المجاني الرائع، ولا أزال أتابع كما في بداياتي كل جديد على الساحة التشكيلية.

هذا المعرض يضم عشرين عملاً زيتياً بأحجام مختلفة، عن الإنسان والإنسانية بألوان زيتية وهناك بعضها بتقنية الحرق على الخشب أو الجلد.

بدأت مع الرسم وتطور شغفي لأضيف فن الحرق على الخشب والجلد وفن الزخرفة على الزجاج والخزف والفخار.

و شكراً لاهتمام جريدتكم، لكن  أرى أن الإعلام مقصر في إظهار المواهب السورية المبدعة والدفينة التي تحتاج إلى دعمها من خلال إلقاء الضوء عليها، إذ تقبع الكثير من المواهب في الظل، في حين تستحق على الأقل الظهور إعلامياً، وأحياناً التسويق لها عندما تكون مواهب فذّة.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار