الوحدة : 6-8-2021
نتعثّر بين الحين والآخر، ونستطيع في كلّ مرّة أن ننفض عن جبيننا غبارَ التعبِ..
تتأثّر بوصلتُنا بجذبٍ من هنا، أو شدٍّ من هناك، ويخفتُ سراجُنا إن حاصرته الرياحُ، لكنه لا نطفئ..
في الإعلام، لا يمكنكَ أن تكونَ دائماً تعلى الصراطِ المستقيمِ، قد تنزلقُ إلى فكرةٍ مازالت قيدَ التكوينِ، وقد تأخذكَ مفردةٌ إلى حيث تجب عليكَ مراجعة مهنيتكَ ومنهجكَ..
هذا كلّه قد يحدث عندما لا تتوفّر أبجدياتٌ واضحةٌ، وعندما تغيبُ الحكمةُ عن الجميع، لكنّ أقلَّ ذلك يحدثُ معنا كمنبرٍ إعلاميّ أعلنَ انحيازه ودون خجلٍ أو وجلٍ إلى الناس، وإلى من يمثّلهم بصدقٍ، ويعيش همومَهم، ويبحث لهم ومعهم عن أسباب الفرج، وأيضاً لأننا نحملُ رسالةً، هي ثقيلةٌ على من لا يريد حملها، وهيّنةٌ علينا رغم مآسي وأوجاع حملها.. وثالثاً، وهو الأهمُّ، لأننا نهتدي في عملنا بالرؤيةِ الثاقبةِ، والأفق الواسع، والشفافيةِ المطلقةِ التي يبثّها فينا ولنا سيّدُ الوطن وقائده باستمرار، والتي يؤكد من خلالها أنّ المنصب مسؤولية غايته خدمة الناس، وأنّ الإعلام بما يملك من قوة وتأثير قادر على أن يكون صاحب الهدف الأسمى، يدافع عن الدولة ويحمي المواطن.
لنتحدّث بشفافية، ولنعترف بوقائع لا نخجل من ذكرها، ولا نقفز فوقها، ولا نقصد من نشرها (جمع لايكات)، ولن نرشّح أنفسنا لأيّ منصب، همّنا نحمله منذ عقود، وهو الصالح العام، صالح الدولة وصالح أبنائها..
هذه هي عناويننا، وليست مشكلتنا إن تضايق الآخرون من دورنا، ولا يستطيع أحد أن يحول بيننا وبين هذا الدور أبداً.
يقول السيد الرئيس في كلمته التي وجهها إلى رؤساء الوحدات الإدارية في سورية بتاريخ17-2-2019: نحن بحاجة إلى النقد عندما يكون هناك تقصير، ولكن أهم شيء أن يكون النقد نقداً موضوعياً..
ويضيف السيد الرئيس: لا نستطيع أن نمنع شخصاً متألماً من أن ينفعل.. شخص يعاني لا بد أن ينفعل..
وتابع سيادته: عندما نتحدث عن تقصير يجب أن نحدد أين يكمن هذا التقصير، ولا يمكن أن نتحدث عن التقصير من دون أن نعرف أين هي المشكلة، في كل حالة من هذه الحالات وبالوقت نفسه أريد الآن أن أقول إن التقصير الأكبر فيما حصل مؤخراً وخاصة في موضوع الغاز هو عدم شفافية المؤسسات المعنية مع المواطنين لأنني لو طلبت من المواطن أن يبني حواراً على المعلومات ويكون موضوعياً في النقد فسيقول كيف أتحدث بشكل موضوعي وأنا لا توجد لدي معلومات.. كيف أواجه المعلومات الكاذبة ولا توجد لدي المعلومات الصحيحة.. هذا كان تقصيراً واضحاً تم توجيه الحكومة وتم الحديث بهذا الموضوع أمام مجلس الشعب من قبل المعنيين وتم التأكيد على أن تكون هناك شفافية كاملة مع المواطنين لكي نحدد أين يكون التقصير وكيف نتعامل مع كل مشكلة.. بالوقت نفسه عدم وجود المعلومة لا يبرر أن نأخذها كما هي دون تدقيق على مبدأ (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة).
لا نعتقد أننا بحاجة لأي توضيح، أو للإجابة على أسئلة البعض: من أين تمتلكون هذه الجرأة؟
كلام سيادة الرئيس، الدكتور بشار الأسد هو بوصلتنا وهو الدليل.
بقلم رئيس التحرير غانم محمد