بين الشط والجبل .. يدي.. تحاصر خوفها

الوحدة 2-8-2021

 

 

 

تسكنني الريح، ويحمل راحلتي البرق، وتسألني صاعقة رجّتِ المكان، ورعدت في أضلاعي: ما هذه الزفرات تتواثب في خافقك التعب؟

منْ رمّد عينيك فألقاك بظل صحارى يابسة؟

لِمَ تشكو الرمل ضياع خطاك؟

أنت المسكون ببعض جنون قل لي: لم غادرْتَ أمسك وارتحلت والضباب؟!

×××

هي الريح تصرخ خلف وهاد الذاكرة، تستحضر عمراً خطّ على حجر (الباطوس) حكاية عاشق رحل بعيداً، تاركاً أيامه ولياليه على رصيف لا يجيد إلا البكاء.

×××

تأخذني أفكاري صوب جهاتٍ متفرقات، تركتني أتقلّب على شوك خطاياها، كان الدرب للقائها يمكر كما ثعلب يبغي صيداً، فأضعت اتجاهي وظننت أني أمضي صوب ذراعيها، لكنني كنت كرقاص الساعة لا أبرح دائرتي.

×××

غطتني غيمة تشرينية.. أردت المغادرة من هذا التيه الكريه.

عيناي تبادلتا مع عينيّ طيوفاً لاهية، أحسست بأن ثمة صهلاً ينبو في أنباضي فجلست إلى كرسي غيابي، أستبدل نسياني بوميض من ذاكرة بلهاء.

×××

تذكرت كلاماً قيل، إن المرأة  تصبح أحلى إما ارتحلت، ورأيت بأن يدي تتسابق والريح في السعي إلى (جوالي) لسماع كلمة: ألو… اشتقتلك يا حبي..

×××

عاندني النوم، و أعرض عن معانقتي سريري.

سلخ الأسى من مبسمي ضحكاته، والشوك في جسدي يتمدد وخذه, والسقم يمشي كالمنايا حاسرات الطرف، حتى بت لا أقوى على حزن مقيم.

×××

الوقت يهمي أجعد الكفين, والخفقات ترمح والجفا صوب الرماد ويدي تحاصر خوفها, والطين يرشق أعيني وأنا أقضي العمر مصلوباً على جمر الهباب.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار