الوحدة: 15-7-2021
في كل مناسبة فرح نغلق أبوابنا ونوافذنا، ونشتري من الدنيا وعداً أبيض ألا تهدينا رصاصة طائشة… أو كفناً أو زيارة إلى المشفى!
أصبحنا نحسب حساباً لأفراح البعض، نشتري حاجاتنا ونلغي زياراتنا العائلية كي لا يصيدنا الرصاص الطائش كعصافير مسكينة لاحول ولا قوة لها …
نبتهل إلى الله أن ينقضي احتفال ليلة رأس السنة بخير وبأقل خسائر للأرواح البشرية والمادية، وللأسف انتقلت عدوى الرصاص المجنون إلى الفرح باحتفالات الشهادتين الإعدادية والثانوية…
أي ثقافة للفرح نحملها تلك الثقافة المجردة من أي معنى للثقافة والإنسانية والذوق العام..
الفرح الطائش الذي يغتال طفلاً نائماً في مهده، أو شاباً يمشي في الشارع، أو سيدة تجلس على شرفة منزلها، أو عاملاً عائداً إلى منزله بعد نهاية دوامه..
الفرح الطائش الذي يكسر بللور المنازل وزجاج المحلات والسيارات، ويرعب الأطفال الذين نقف عاجزين عن تفسير ما يحدث أمامهم بالوصف والكلمات..
ألم يحن الوقت لإيقاف هذه المظاهر السلبية والمرعبة في حياتنا وخصوصاً أننا خرجنا من حرب حاقدة وكلنا شوق لترميم تصدعاتنا النفسية وجراحنا وبناء مستقبل هادئ وجميل..
نحتاج جميعاً إلى حلول جذرية لوقف نزيف الفوضى العارمة ولا أبالغ إن قلت (الفاجرة) في ظل أفراح فردية عابثة لا يرقى اصحابها إلى مستوى الإنسانية حين يطلقون رصاصة هنا وهناك ويروعون الأبرياء للتعبير عن مشاعرهم!
منى كامل الأطرش