بين الشط والجبل .. عندما تعشق

الوحدة : 11-7- 2021

قاب خفقتين ألقتني أحلامي إلى مفرش الماء, وقد مدّ البحر سريره، كان القمر بدراً كاملاً، وراحت أشعته توقظ نوافذ الفجر، فعمَّدت عشب عيوني بالملح فاخضرَّ رمشاي وتفتّح الضباب أمام خطواتي، ورأيت من حيث رأيت طيفاً يمدُّ ذراعيه محتضناً حلماً أخضر.

×××

مسحوراً بالنعاس المندَّى، تدثّرت بإغفاءة خريفية، كانت دهشة الحلم القادم في تموّجات النوم ترميني على ضفاف الورود التي لجّت شفاه الجدول برائحتها، وعربشت على خيطان الذاكرة.

×××

أشواقي ساهرة الأجفان وذكرياتي تتوهَّج كشعلةٍ تنير درب خطاي، هي أبداً كانت تأتيني وأنفاس الفجر، وهي كانت أبداً ترغب في أن تلجَّ أبواب الصحو الهاني . وهي التي طالما حصدت في أيامها الماضيات قمحاً بقشور فارغات, وسنابل جوفاء وأنا الذي لم يبق لي إلا ضحكة عينها، ألمَّها.. أحضنها أعبّئها في قوارير من طيّون وجلنار، فعذراً إن غمْغم في فمي سؤالي, ولم يقو لساني على إطلاق حشرجاته, فلقد أشعلت عروقي ظنونها، وعدت كالطفل يخاف هبوب الرياح..

×××

 أحسست بقلبي وقد انشطر نصفين وهو يوزّع نبضه بين لقاء ووداع، ولعجزي عن التفكير وطرح الأسئلة أو حتى الإيماءة فقد لجمني الرعب، وما عدت قادراً على مدّ يدي للوداع وأخذت روحي ترفرف بأجنحتها فوق هاوية الخوف والعذاب.

×××

سألني لمْ أشعر أن قلبي ينبو من تحت الضلوع؟

أجبته: هو التلهُّف للقاء من تحب

 قال: أيفعل ذاك هذا؟

 قلت: أجل، وإلاَّ كيف وصلتنا أخبار قيس وليلاه وجميل وبثيناه

 يا صديقي، عندما تعشق تختلج القلوب، تتسارع دقَّاتها تتغير الفصول، تمتلئ جرار القلوب حباً، تترع الأكواس صرفاً وتندى أنفاس الرياحين.

 سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار