الوحدة 29-6-2021
هنا القانون… وهنا المخالف وحارس القانون، وطالما هناك خرق لهذا القانون، فهناك مخالف تجب محاسبته، وهناك مسؤول (حارس) تجب مساءلته، بل والتشدد في محاسبته…
نحن، المواطنين، قانعون بأي شيء، شرط أن يكون هذا الـ (أي شيء) هو المتوفّر، وهو المقدور عليه، لكن لن نسامح أبداً من يعبث بسكينة أرواحنا العطشى للحدّ الأدنى من الطمأنينة والسلام..
إذا ما عاد أيّ منّا إلى تقارير ملأت الصحف، واستهلكت آلاف الأطنان من الورق، سيكتشف إن (الكذب) كان قاسماً مشتركاً في معظم الحديث عن الملفّات الحياتية، وهنا لا تقع المسؤولية علينا كإعلام لأننا نشرنا هذه التقارير، فهذا دورنا، ونحن ننسب هذه التقارير إلى (المسؤول) الذي يصادق عليها ويرفعها للجهات الأعلى منه..
ليس مسموحاً لأحد أن يناقشنا بـ (وطنيتنا)، فهذا الأمر بالنسبة لنا نحن الفقراء أكثر ما نُجبل به تلقائياً، وبعيداً عن أي مصلحة، ونحن من بذل الدمّ إيماناً بالوطن، أمساً وحاضراً ومستقبلاً، لكن أن نعجز كجهات رقابية عن منع بيع البنزين على الطرقات (على سبيل المثال)، وألا نجيد توزيع سلات إعانة على مستحقيها فقط، أو أن نطلب من مزارع أن يحمل كل أدواته الزراعية (مرش، عشافة، مضخّة رش، شفّاط مياه، منشار على البنزين، وغير ذلك) إلى مراكز التسجيل على الوقود الزراعي، والذي (قد يحصل عليه بأقلّه، وقد لا يحصل)، فإننا أمام واقع غير سليم، وغير صحيح، وأن نعتبر تسطير بضعة ضبوط تموينية بطولة ( في أحد التقارير، ومن أصل 93 ضبطاً تموينياً، كان هناك ضبط واحد فقط بحق فرن ينتج خبزاً سيئاً!)، وأن نستمر في قذف الأوهام إلى الآتي من أيام، وأن يكون الأكل والشرب (أيضاً بحدوده الدنيا) إنجازاً لم يؤمنهما، فهذا وجعٌ ما بعده وجع!
في بعض الأحيان، ولا أعرف على الوجه التحديد إن كان ذلك متعمداً أم مجرد تقصير، يأتي الإجراء الحكومي متأخراً، وفي أحيان أخرى يأتي لـ (يقونن) ما هو متراكم من أخطاء ومخالفات..
سأحاول أن أجد عذراً أو تبريراً لرفع سعر الدواء، فإنّ كان كلّ همّ الحكومة ألا يخسر أصحاب المعامل والتجّار، وأصحاب الصيدليات، فهم على كثرتهم قليلون مقارنة بالمرضى ومحتاجي الدواء، هؤلاء المرضى ومحتاجو الدواء يزداد وجعهم كل يوم، وتنقص قدرتهم على مداوة أنفسهم كلّ لحظة، وقد تعلمنا في الكيماء أن طرفي اي معادلة يجب أن يكونا متكافئين!
لا وزن ربطة الخبز صحيح، ولا سعرها قانوني، ولا جودتها جيدة، ومع هذا فإنّ البحث عنها يستغرق وقتاً طويلاً ومعاناة تتكرر كلّ يوم!
لا نريد أن نغرق في التفاصيل، فكلنا يعرفها ويعيشها، فقط سنكرر السؤال: ماذا لديكم من أجلنا أيّها السادة..
دام عزّكم، وعذراً إن عكّرت صباحكم، هذا إن قرأتم ما يشير إليه الإعلام الوطني باستمرار؟
غانم محمد