بين الشط والجبل … والبدء كان حبّكِ

الوحدة : 27-6-2021

تقطّر النوم في عيني وسافرتُ مبحراً في خضم السنين المتهالكة… هو الشتاء عاد باكراً والريح تسفع شباكي مستنهضة جراحات لم تندمل بعد، والجوري المعرّش على عتبات نافذتي ينقر برائحته فينتشي الزمان والمكان، وبائعات الندى يصدحن بأهازيجهن المموسقة بعبير السوس والريحان.

                              ×××

لكأن العمر غير العمر والزمان غير الزمان!

 مؤلمٌ هو فراقك.. ومؤلمٌ أكثر هو لقاؤك، وحبّك كان البدء والبدء حياة فكيف استطعت نزع السمامير من نعشي؟

 أيتها المنغرسة في جوفي سلاماً…

 أيتها المسترخية على عتبات قلبي سلاماً..

 أنتِ في قلبي, وقلبي يدقُّ.. إذاً فأنا أحيا، بدهيةٌ اكتشفتها عندما أيقظني البدء، والبدء كان حبكِ..

                     ×××

مؤلمٌ هو فراقك, ومؤلمٌ أكثر هو لقاؤك.. والمطر يساقط في دربي, والطريق إلى الجبّانة أضحت موحلة, وأنا لا وقت عندي للبكاء، فالدرب- رغم وحلها- غدت تنداح كالأحلام في أجفان الشعراء…

                           ×××

اخترقني سهم حبكِ كما اخترق سهم (الكسعي) أجساد الظباء…اخترقني وقال لي: أنتَ صيدي.. وكم،  وكم  سررتُ لصيادي؟!

                         ×××

مؤلم هو فراقك… ومؤلم أكثر هو لقاؤك، وهذا الشتاء عاد باكراً، وأمسيات الصيف يشربن السهر، والقهر لاك ما تبقى من ضجر، وأنتِ ترحلين، ترحلين رغم زحمة المطر.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار