الوحدة : 26-6-2021
ها أنت ذا.. تأتيني من فم حوت الزمان، لفظك- ذات تثاؤب بليد – إلى ضفة حزني..
تشاغلني عن صمتي.. وقد راكمته مدى السنين، فأصبح كالقناطير المقنطرة من العذاب والوجع الممض.
تأتيني، ترتق بالكلام المعسول ممزقات الحب، وله المواعيد وانتظار السراب في وضح نهار اللقاءات التي أبت أن تجيء..
لا تعدني.. أيا الفارس المطهمة فرسه بكل تعاويذ السحرة والمنجمين وقراء الكف عن ظهر قلب، لا يعرف سوى الصد والهجران، وإشعال حرائق الهجير في الروح وأنفاس الفرح المستباح من قبل لؤم العواذل، وقطاع الطرق نحو بهجة الأعياد..
سئمت عقارب الانتظار التي تلسعني أناء الكرب وأطراف الانكسار.. مللت الأماكن، غدرت بي، غادرتني رائحة بخورها، لطالما أشعلت شموعها، أضأتها في مدارات الانصهار غادرتها.. عاقرت خطاي دروب الهروب نحو الأمام، عسى النسيان يهزم ثورة الانبهار.. يميناً لن أنتظر كذباً، أو أتوق لسخرية اللقاء.. أنا أزمعت
ألا أعود إليك، قررت حبيبي معاقرة الصمت.. نسيانك.. اقتراف الرحيل عنك..
وإدمان الفرار…
خالد عارف حاج عثمان