بين الشط والجبل .. المقامة الجلّنارية

الوحدة 23-6-2021

حدّثني جدي عن أبيه عن جده.. قال: كنّا إذا زمهر الكانونان نستدفئ بجمرات البلوط والسنديان. ونقتات (الدَّوام) و القلام.

نشرب من مزاريبنا, ونغفو على خوار بقراتنا ونفيق على صياح ديوكنا..

أما أنتم , فاسمحوا لي فلستم على شيء من ذلك, إلا أنكم تمشون على رجلين وتزنون أموركم بمكيالين.

ترون بعين عوراء, وتسمعون بأذن صماء, لاهمّ لكم ولا غم, تأكلون وتشربون وممّ كدّ آباؤكم تنفقون.

حولتم اليسر عسراً, وزدتم أهليكم فقراً, و أمتموهم قهراً, و قلتم كلاماً يجلب الأسقام, إن هي إلا مباراة تمحو معها الأوقات, أو سحابة من دخان تنسيك الهم والسلوان, يا أشباه الأبناء ولا أبناء.

إنه أمر يسعد الأعداء، فإن قيل لكم: اجتهدوا, واحفظوا الدرس، وكدوا، كونوا للوطن بناة، ضجرتم ومللتم, وبالدرس والـ.. كفرتم.

أمس. للزمان.. فوق: للمكان, وهذه النظرية أضحت كالرزية, أما العلوم؟ فتجلب الهموم، ناهيك عن التاريخ والوطنية, فهما في الأصل أصل البلية، يذكروننا بالأجداد, وما كان من أمجاد, ونحن قوم حضر, نفهم ما يقّدر, أرأيتم في الرأي صورة لروائي؟ أو شاعراً (فنان), يوقظ الأذهان أو عالم بالفضاء .. يفجر الأرض والسماء… يحول البدر أرضاً, ويمسك بالنجوم ولا يرضى!

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار