الوحدة 15-6-2021
سألتني أمُّ البنين وقد رأتني أحمل صينية وأمرُّ براحتي على كتفي برفق وتودُّد:
ماذا تفعل يا رجل؟
فأجبتها: أنفض غبار السنين.. أريد أن ألمُّها وأجمعها في وسادةٍ كما كان يفعل (سيف الدولة الحمداني) بعد عودته من كل معركةٍ, حتى جمع وسادةً أسند رأسه إليها في نومه الأبدي..
ضحكت زوجتي وقالت: ذاك سيف الدولة!
– وأنا سيف الدين..
صمتت والدهشة تملأ عينيها ولكأني قرأتُ ما بداخلها: أأصاب زوجي مسٌّ؟
وقطعتُ حيرتها وقلت: يا امرأة.. لقد مرَّ ما مر من عمري وأنتِ خير شاهدة, ألتحف البرد, وأمخر عباب الحرِّ, لا يضنيني سهرٌ ولا يثنيني تعب.
وكنت واحداً من العباد الذين يؤدون عملهم بأمانة وإتقان, ولكن ما يدهشني هذا الجيل القادر على التسلق بمهارة القرود, ودفن الرؤوس في الرمال كالنعام, وإجادة مسح الجوخ, كأحسن ما أنتجته عقول العلماء من أدوات تنظيف الأثاث المنزلي, لتريه بعد حين متقلداً أو مبتوئاً أو ممسكاً بأمر ما, من التحكم بالعباد..
×××
أعرف أن الظروف تغيرت وأنشدتها:
كأن العمر أضحى بعض شأو تسابقنا إليه بالسباب
يناهش بعضُنا بعضاً لأمرٍ يغطي نتنه كل الروابي
فلا المعروف يلقى من جزاء ولا الإحساس يلقى من ثواب
×××
هبطتُ درجات بيتي فسألتني: إلى أين؟
قلت: أريد المدينة.. إني تعبٌ وأحتاجها بالراحة.
قالت: لا تنسى أن تحضر.. و.. و..
سيف الدين راعي