وقال البحر ..في بيت العم أحمد..

الوحدة : 13-6-2021

 

 التبعية

 بعد غد لا تأتي إلا ومعك ( تبيعتك)

 عصراً, صرفنا العم أحمد.. ركضت باتجاه البيت.. على عجل وقبل أن أنزع حقيبتي القماشية أم زهرتين من عنقي, قلت لأمي: عمي أحمد لن يدخلني إلى البيت, إذا لم تكن معي (تبيعة).

تبيعة؟ لم أفهم..

 التبيعة يا أمي أشبه بقلم الرصاص, وأخرجت قلم الرصاص..

 ضحكت أمي:

 بسيطة.. عمك حسون سيصنع لك واحدة غداً..

 أريدها اليوم..

وركضت إلى بيت جدي, حاملاً قلم  الرصاص, وأنا أنادي على عمي حسون:

 عمي حسون.. عمي حسون.. أريد تبيعة مثل هذا القلم.

وضحك عمي حسون.. تكرم عيونك.. حالاً..

أمسكني من يدي وخرجنا إلى الحاكورة.. أخرج سكينه من جيبه وقطع عود رمان أملساً ومستقيماً.. وبدقائق كان بحوزتي تبيعتي.. ثم قال عمي حسون: وهذه احتياط.

 ياه! صار عندي تبيعتان سوف أتباهى أمام زملائي بأنني صاحب التبيعتين الوحيد في بيت معلم الأولاد عمنا أحمد.

 الحقيبة القماشية

 قالت لي: منذ سنوات, اشتريت من (بياع الليالي) قطعة قماش أبيض, وأخطت لك هذه الحقيبة, لتكون جاهزة يوم دخولك بيت الكتاب.. عطرتها بماء الزهر, طرزت عليها زهرتين.. وها قد جاء اليوم..

 علقتها في عنقي وقبلتني, وقالت بحسرة: آه! لو علموني أهلي لكنت طرزت لك عليها بسم الله..

 لكن يا حسرتي أيامنا كانوا يقولون, تعليم  البنات حرام..

(وشو هو) الحرام في تعليم البنات.. ما كنت (افهموا) حتى اليوم!

حقيبتي القماشية تحتوي على دفتر وقلم رصاص و( جزوعمّ) كانت أمي قد أوصت عليهم في الصيف وترجّت سائق (البوصطة) الوحيدة  في معمورتنا أبا نبيل فأحضرهم لها من المدينة في صيف 1954.

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار