الوحدة : 12-6-2021
لست بحاجة إلى تشغيل كاميرا جوالك لتوثيق مشاق تلك الرحلة القصيرة.
(البحث عن الخبز) ربما أصبح معاناة يومية للكثيرين في ظل ازدحام (كوات) بيع الخبز، وعدم انتظام مواعيد التوزيع، وهذا ما يسبب تأخر معظم الواقفين في صف الانتظار عن دوامهم، ناهيك عن التعب الجسدي والأذى النفسي في بعض الأحيان نتيجة الازدحام، والتوتر، وضيق الوقت!
كل يوم تطالعنا عبارة (الخبز بالسعر الحر) والذي قد تستطيع الحصول عليه من الأولاد والنساء جانب الأفران وبالكمية التي تريدها لكن كما ذكرنا سابقاً بأسعار مضاعفة..
كنت قد قررت أن أكتب حول هذا الموضوع بعد أن سمعت الأقاويل الكثيرة من جيران وأشخاص مقربين عن معاناتهم اليومية، وبالفعل قصدت طريق كراج الفاروس ووقفت مع أشخاص لا أعرفهم، وبعد طول انتظار بدأت أشعر أننا أصدقاء منذ زمن بعيد، فتلك المرأة أخبرتني أن انتظارها طويل في معظم الأحيان وأنها تتأخر عن دوامها بسبب معاناتها في الحصول على ربطة خبز..
ذلك الرجل المسن في عمر أبي كانت خطوط وجهه وقسماته المتعبة والحزينة تختصر كثيرا مما قد أكتبه . ولا زلت أذكر ما قاله لبائعة الكوة: نستطيع اليوم تدبير ـأمور العائلة بطنجرة برغل، لكن غداً.. لا أعتقد!
قصدت مكاناً آخر.. الحكاية ذاتها والازدحام أكبر وعبارة (ليس هناك موعد محدد لقدوم سيارة الخبز) كانت هي السائدة.
في طريق العودة قررت المرور بإحدى المؤسسات، وبالصدفة بدأ الناس يتوافدون مع عبارة (أتت سيارة الخبز)، وماهي الا لحظات حتى كان الازدحام خانقاً..
لفت انتباهي أحد الأشخاص حين خاطب الموجودين قائلاً إنه لا يريد الخبز لكن لديه شيء سيفعله في الداخل..
ماهي الا لحظات حتى خرج ومعه (كرتونة) ولا يخفى على أحد أنها كانت مليئة بأكياس الخبز..
عذراً إن أطلت السرد، وعذراً إن لم أفكر هذه المرة في تزيين لغتي، أو مناورة الصور والعبارات، لكنها الحقيقة، فتلك الرحلة اليتيمة والغريبة استفزتني للتفكير في حلول جدية ونافعة من جميع المسؤولين عن عملية التوزيع، والتقليص من تجارة الرغيف قرب الأفران ولدى بعض ضعاف النفوس..
يكاد لا يمر يوم إلا ونسمع فيه عن المعاناة نفسها، ونأمل أن تنتهي في أقرب وقت ممكن..
منى كامل الأطرش