وقال البحر… هو الحبُّ والجوع والكبرياء

الوحدة: 10-6-2021


 

هو الكبرياء الجريحُ

هو الجوعُ ينهش خاصرة الحلم، والأغنياتِ

ويمطر كلَّ صباح بموتٍ أكيدِ

يداعبُ الفؤاد

ويهمي بنزف الوريدِ

هو الموتُ، يأبى انصياعاً،

يحاصر مَن يشتهيهِ.. ولا يحتويهِ

يعذّب آه الحزينِ

ويفرش قلبَ المحبّ بويل السنينِ

هو الدربُ يجهل أين يسير

ويجهل لونَ وروده

يجهل أسماء زهره

والضحكات الموشات في سِفْر عطره

يبحث عن غيره من دروب الحياة

عساه يحمّله الإثم

أو يغتديهِ لجرح جديدِ

هو الشوقُ يُقلق صبرَ الموانئ بعد رحيل السفينِ

وينشر فوق السواري شجون الشراعِ

ودفء الحنينِ

وينزف مع سكرات الجوى حرقةَ الحسراتِ

بصمتٍ حزينِ

ويذبح مع كلّ آهٍ نشيداً

فيا لضياع النشيدِ

هو الشوكُ يهوى سريري

ويهوى مضاجعتي ساعة النومِ

بعد الهزيع

ويبرق في أغنياتي كحدّ (يمانيْ) يسافر بين ضلوعي

ويهزئ منّي كهزء الضياء بعين الضريرِ

فماذا سوى الموت يا روح ماذا؟

أحبٌّ؟

وقد ملَّ جرحي نزيفهْ؟

أحبٌّ،

وبحرُ الغرام غريقُ رصيفه؟

ويكبر في العين جرح الحنينِ

وتنكسر الخفقات،

وأصحو على وقع لحنٍ كئيبِ:

هو الحبُّ يعلن بدءَ الرحيلِ

يلمّ عن الدرب صمتَ الجراحِ

وينفضُ عن جنحه الحسرات

يسافر مع شهقة الوجدِ، عبر أنين الرياحِ

يخبّئ في جعبة الريح لحناً تردده مدنُ الصمت

حين يطرّزها الليل بالشوق حيناً

وحيناً ببوحِ الأقاحي..

هو الحبّ

عصفورةٌ تنسج اللحن صبحاً،

وتحمل في مقلتيها حنينَ النشيدِ

هو الحبّ..

صفصافةٌ تستحمّ بنزف الوريدِ

وزيتونة تشتهي لو تنام بمقلةِ عيدِ

هو الحبّ.. سربٌ من الأغنيات

يفتّش كانون عن همسةٍ تتغنى بخصرٍ وجيدِ

فيرسم هذا الهيام على شكل غصنٍ

ويمنحه النسغ دفئاً وحبّاً

ويصبح هذا الفؤاد شراعاً

يسافر فوق الجراح ليمنح عيد المحبة لوناً جديداً

بطعمٍ فريدِ

ويسكب في دوحة الروح لحن البقاء،

وسرّ الوجودِ

فتهطل أشواق جرحي خموراً

تمدّ الحياة بوهج الخلودِ

هو الحبّ،

والعيد

يا أغنياتي فجنّي

وبالخير،

يا غيمة الحبّ جودي.

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار