الوحدة 9-6-2021
انقضت الحرب، وانتظرن رجوعهم..
نيّوف انتظرت عودة محمد… انتظرت.. وانتظرت! ماتت نيّوف ومحمد لم يعد.
كل خميس تعد البدورية الفطائر لـ فخر الدين.. قلب الأم دليلها..
فخر الدين سيعود.. عشرة.. عشرون.. ثلاثون.. أربعون.. وكل خميس تعد الفطائر… البدورية حية، وتنتظر رجوع فخر الدين في الخميس القادم، غير أنها رحلت قبل قدوم الخميس القادم.
وصلت جثامين الكثيرين من الشهداء إلى زهرة الريح..
جثمان علي الشامي لم يصل… أمه حمامة علي ديب، كلما التقت بعسكري قادم من الجبهة، تسأله:
هل التقيت بـ علي؟ هل قال لك علي متى سيعود؟
عندما تعود إلى الجبهة أتمنى عليك أن تقول له إذا شاهدته: أمك مشتاقة لك (ولك) يا يلي (ليش) تأخرت على أمك؟ مشتاقة إليك كثيراً؟!
ماتت حمامة علي ديب، وتزامن موتها مع حضوري إلى زهرة الريح، إيه! كم كانت تتمنى حمامة علي ديب، أن يعيدوه لها، ويدفنوها في قبر واحد، لتدفئه كي لا يشعر بالبرد، ويبقى بعيداً عنها.
ديبة الشيخ.. لم تصدق أن ابنها رفعت قضى في الحرب.. كانت تقول: لو سمحوا لي بمشاهدة جثمانه لصدقت أنه مات.. لماذا لم يسمحوا لي بمشاهدة وجهه؟! ربّما استبدلوا جثمانه بجثمان آخر..
لقد جاءني في المنام مرات كثيرة، وكل مرة كان يجيء فيها، كان يقول لي: أمي لا تحزني… أنا حي… سوف أعود.. بعد ان تنتهي الحرب… انتهت الحرب، واشتعلت حروب أخرى، ماتت ديبة الشيخ وهي غير واثقة من الجثمان الذي أحضروه، ولم يدعوها تشاهده.. ولو كان ميتاً لما جاءها في المنام مرات كثيرة، مؤكداً لها أنه حي وسيعود.
بعد موت أمهاتهم هل من أحد سينتظر رجوعهم؟!
بديع صقور