وقال البحر .. هنا قبر هاشم

الوحدة 7-6-2021

 

في الجولة الصباحية: الشمس ترخي بخيوطها الأولى على ما خلفته صواريخ طائرات الاحتلال الإسرائيلي من دمار وخراب وموت…

قال لنا مرافق الجولة الصباحية:

هنا… كان بيت الطفلة نجوى… الناجية الوحيدة من عائلة بيت السموني… لا بيت… ولا شيء… سوى الرماد والركام والأشلاء… هذا ما خلفته غارات طائرات الاحتلال…

وهذا قبر محمد فرحات ابن السادسة عشرة… الذي تجاوز الأسلاك الشائكة زحفاً… إلى المستوطنة المحتلة, والتي نهضت فوق ركام بيت أهله… محمد قتل عشرة جنود صهاينة قبل أن يستشهد…

فوق هذه الأرض الممتلئة بالحفر التي أحدثتها القنابل, كان ما يسمى مخيم الهاربين من الموت… قاطني الخيام….

من هناك… من عرض البحر, دائماً تنهال علينا صواريخ الزوارق الحربية…. صباحاً… مساءً… عصراً… ليلاً… فقط!

تحت تلك الزرقة كم من الأجساد والزوارق, والشباك ترقد في الأعماق؟ لا أحد يعلم؟

ولا من يشارك النوارس طيرانها فوق شواطئ غزة هاشم….

 في جبل (الريس) مقاتل واحد صمد لعشرة أيام…. قاتل كتيبة بكاملها… لم يتمكنوا منه, إلا بعد أن تسلل بضعة جنود… وتشابكت الأيدي بالأيدي… وبينما هو فوق صدر أحدهم… أطلق الآخر الرصاص على رأسه…

هنا على مدّ نظركم… مقابر شهداء وهنا قبرُ هاشم بن عبد مناف…. هنا… قرأت قصيدة (القدس حناءٌ على كفّ الغمام) و(دعوه يكتب فوق السحاب)، ولا من يدفن الحمام القتيل.

وإلى هنا تصل صيحات العرب… وهنا, كان بيت دلال التي وقفت فوق ركامه, تجمع أشلاء عمرها… وقميص أخيها محمد… كنزة أختها فاطمة…

ومنديل أمها أم محمد… ومن هنا صرخت: يا عرب!

وهنا أسقطت الكثير من الدموع, والكثير من الصراخ، ومن هناك… من واشنطن صرخت وزيرة خارجية أمريكا كونداليزا رايز: إسرائيل تدافع عن نفسها…

وهنا يعلو فوق بطاح العرب: الله أكبر يا غزة هاشم… الله أكبر يا عرب!

وسلام يا غزة هاشم.

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار