الوحدة 31-5-2021
من مكان إلى آخر, وكلٌّ حسب إمكانياته, وحسب إيمانه, المطلوب منّا في المرحلة القادمة كبير جداً, ولا يحتمل التأجيل أكثر من ذلك، لأن القصة تتعلق بنا, ولأننا نحن القصة, ونحن كلّ مفرداتها..
الإيمان بقدراتنا كمواطنين أمر مهم جداً, لكن الأهم أن نجيد توظيف هذه الإمكانيات بما يخدم الشأن العام, والصالح العام, أما أن نكتفي بدور (المتحدث) عن الصالح العام فقط, فهذا تعطيل للإمكانيات، وقتل ومضيعة للعمل وللوقت..
لو أصلحتَ كرسياً في مكان عملك, أو أوقفتَ صنبوراً يهدر المياه, أو أطفأت (لمبة شغالة) في النهار, فهذا إنجاز وعمل مبارك, مقارنة بـ (الثرثرة) أو الخطابات التي لامعنى لها..
آمنّاً بشعار (الأمل بالعمل)، الذي أطلقه سيّد الوطن، وعلينا أن نترجمه على أرض الواقع، والمسألة لا تتعلق بالقضايا الكبرى, فعندما تزرع (10) كيلوات من القمح بأي مساحة صغيرة أو ضيقة فإنك ستنتج ما لا يقل عن (100) كيلو, وهذا يعني أنك جهزتَ مؤونتك من البرغل والحنطة و الفريكة, ويعني أيضاً أنك انسحبت من طابور المستهلكين، ورفعت همّكَ عن كاهل الدولة, وأرحت الأسواق منك, وهذا سينعكس إيجابياً عليك وعلى الآخرين..
في هذه الأوقات يشكو مزارعو البندورة المحمية من تراجع أسعارها, ويتركون محصولهم (يخرب على أمه كما يقولون) لأن المردود بالكاد يغطي ثمن العبوات وأجور النقل, وبعد أقل من شهر من الآن سيشترون عبوة (رب البندورة) بالشيء الفلاني .. تصنيع رب البندورة منزلياً لا يحتاج إلى خبرة ولا تكاليف إضافية, فلماذا لا ينتج المزارعون حاجتهم من هذه المادة فنصل إلى نفس النتيجة التي وصلنا إليها بمثالنا عن القمح؟
العمل ليس مطلوباً من الدولة وحسب, للدولة ومؤسساتها ما تقوم به من عمل, وعلينا كأفراد أن نكون إيجابيين ومبادرين, وألا ننتظر!
غانم محمد