بين الشط والجبل…هي …كل العيد

الوحدة : 28-3-2021

 

(العمل ملح الحياة )…هذا ما قالته جارتنا أم عبد الله حين جلست الى جوارها أستمع الى كلامها المعطر بعبق التضحية والحنان..

أم عبد الله صفصافة عميقة الجذور كمعظم نساء بلادي.. تصدت للعواصف طيلة السنين وتعاقب الفصول، واغتسلت بأمطار الأمومة المقدسة، ومن تضاريس يديها الدافئتين تدرك أنها عاصرت زمن الشوك لترعى براعم غضة وتهديها وروداً لعيني الوطن!

أم عبد الله لم تعاصر زمن التجميل الاصطناعي.. ولم تفكر يوماً في إخفاء عمرها الحقيقي.. ومن طين القلب ومائه رسمت أبهى صور الأمومة المقدسة..

حدثتني طويلاً.. ولحديثها دفء الناي وعذوبة الجداول.. روت فصول حكايتها بحزن نبيل، وبالرغم من أنها كانت أصغر أرملة في القرية، لكنها حملت على كاهلها المسؤولية، وأبت إلا أن تؤدي الرسالة كاملة!

امرأة شجاعة ذات حكاية صادقة.. فهي كمعظم أمهاتنا الشرقيات تتحلى بالبساطة وتتفانى حتى يظل الحمام يطير.. وحتى تبقى الحكايات نابضة بالخير والحب..

كلما تذكرتها، ينبت الزنبق في أعماقي، وتحلق اسراب اليمام في فضاءات تفكيري، وتحضرني العبارة الخالدة للسيد المسيح عليه السلام: (الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتموت، فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت أتت بثمر كثير)

منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار