الوحدة : 6-12-2020
تسعى وزارة الزراعة ومديرية الزراعة في محافظة اللاذقية على إزالة المعوقات والصعوبات والمشاكل التي تواجه المرأة الريفية بغية إدماج النساء الريفيات في عملية التنمية الريفية المتكاملة وتطوير مشاريع وبرامج التنمية الريفية التي تستهدف النساء الريفيات وأعمالهن ومنتجاتهن وإيجاد مصادر دخل لهن ولأسرهن، وفي هذا المجال ذكر المهندس نزيه سلطان رئيس دائرة زراعة القرداحة للوحدة إن فكرة تنمية المرأة الريفية تقوم على الالتزام بتحسين نوعية الحياة في الريف عبر تمكين المرأة لدعم اعتمادها على نفسها من خلال بناء قدراتها وزيادة مهاراتها ورفع الوعي لديها بالقضايا الاجتماعية والغذائية والصحية وبأهمية الحديقة المنزلية والنباتات الطبية والعطرية، والبيئة وكل ما يتعلق بالتقنيات الزراعية الحديثة وكل ما يجعلها قادرة على الاندماج بعملية التنمية المتكاملة بالإضافة للتمكين الاقتصادي من خلال تدريبها على الأنشطة المدرّة للدخل ومساعدتها على تأسيس المشاريع الصغيرة من خلال مشروع تمكين المرأة والحد من الفقر، وأضاف سلطان بأن مشاريع التنمية الريفية تكتسب أهميتها من كونها تلعب دوراً كبيراً في تنمية النساء الريفيات على مستوى القرية من خلال توعية وتثقيف النساء بمواضيع متنوعة منها زراعية بشقيها النباتي والحيواني، وصحية وبيئية والتسويق والاقتصاد المنزلي والنباتات الطبية والعطرية والتصنيع الغذائي واليدوي وغيرها من المواضيع التي تهم المرأة الريفية وتساهم هذه المشاريع بتحسين مستوى معيشة الأسر الزراعية وتمكين النساء الريفيات العاملات بهذه المشاريع وتحسين مستوى دخل الأسرة وبالتالي توطينها واستقرارها في الريف .
ولفت المهندس نزيه سلطان إلى أنه يتم السعي لتأهيل وتحسين قدرات النساء الريفيات بهدف تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي لهن من خلال برامج التنمية المتعلقة بالتوعية وتطوير نوعية حياة الأسرة الريفية وتنمية المهارات لدى النساء الريفيات من خلال برامج التدريب المقدمة على الأنشطة المدرة للدخل ومساعدتهن على تأسيس المشاريع الصغيرة لتنمية موارد الأسرة الريفية، حيث يتم دعم هذه المشروعات بتقديم مستلزمات العمل أو تأمين قروض لشراء مستلزمات العمل من آلات ومعدات.
كما وشاركتنا المهندسة علا مهنا رئيسة شعبة المرأة الريفية في دائرة زراعة القرداحة الحديث حول أهمية المنح المقدمة من قبل مديرية الزراعة بتحسين دخل الأسرة وتمكين النساء المستفيدات ماديا وخاصة في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة حيث تعتبر هذه المنح مصدر دخل للأسرة الريفية، مشيرة بأنه لم يتم تقديم منح (الخراف أو الأغنام أو النحل) وكل ما يتعلق بالإنتاج الحيواني للنساء الريفية في منطقة القرداحة خلال العامين الماضيين، بل اقتصرت على المساعدات الزراعية من مواد ومستلزمات عمل كالبذار وشبكات الري وبعض الأسمدة والأدوية للمكافحة وأشارت مهنا على أنه يتم متابعة هذه الأسر ومدى استفادتها من المنحة بشكل دوري وغالبية الأسر ماتزال مستمرة بالزراعة حيث انصب عمل المنح جميعها على زراعة الخضار الصيفية والشتوية بهدف تأمين المادة الغذائية والتصنيع للفائض منها ليصبح منتجاً قابلاً للبيع وبالتالي الاستفادة المادية للأسرة.
وحول الشكاوى بأن هناك الكثير من النسوة لا تصلهم أنواع البذار أو الشتول الصيفية أو الشتوية المقدمة كمشاريع صغيرة أشارت بأن عدد سلال البذار الصيفية أو الشتوية المقدمة قليل جدا مقارنة بعدد الأسر الزراعية بحيث لا نستطيع التوزيع لأكثر من قريتين أو ثلاثة خلال العام، بالإضافة إلى الشروط التي يتم بموجبها تقديم المنح منها توفر الحديقة المنزلية مع توفر مصدر ماء والإقامة بالقرية والقدرة على العمل الزراعي، والكمية المقدمة لا تكفي لتغطية كامل الأسر في القرية إضافة إلى أن اختيار القرية يعتمد على مدى توفر المياه بالقرية وتوفر الحدائق المنزلية، حيث أن الأسر الريفية تحتاج لدعم أكبر من خلال تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي كالبذار والأسمدة والأدوية وكذلك دعم الإنتاج الحيواني من خلال تأمين الدجاج والأغنام والأبقار والنحل بأسعار مناسبة أو كمنح زراعية بعدد أكبر، وقد تم خلال العام ٢٠٢٠ وبالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي توزيع ٢٢٥ منحة مشروع زراعات أسرية لزراعة الزعتر لقريتي بكراما وبسين تتضمن شبكة ري وشتول زعتر وسماداً آزوتياً ومقص تقليم إضافة لسلات غذائية بهدف تأمين مصدر دخل إضافي للأسرة وتحسين مستوى معيشتها وتوزعت لقرية بكراما ١٠٠ منحة و لقرية بسين ١٢٥ منحة، بالإضافة لمشروع ٢٠٠ منحة زراعات أسرية خضار تتضمن سلة بذار شتوية (فول، بازيلا، سلق، سبانخ، فجل) وسلة شتول صيفية ( بندورة، فليفلة، باذنجان) مع شبكات الري المفيدة في توفير المياه وتسهيل العمل الزراعي وتقليل نمو الأعشاب وشملت ٦٥ مسفيداً في قرية بشلاما و٦٥ مستفيداً في قرية المتن و٧٠ مستفيداً في قرية نقورو، إضافة إلى ٣٥٢ منحة قدمت كدعم حكومي شملت ١٥٠ أسرة في قرية رويسة البساتنة و١٠٠ أسرة في قرية المعلقة و١٠٠ أسرة في قرية ترمي تضمنت سلة بذار صيفية وشتوية إضافة لشبكة ري للفلاحات المستفيدات.
وأضافت أنه وبهدف تصنيع المنتجات الزراعية الفائضة عن الأسرة وتحويلها إلى منتج زراعي غذائي صحي ونظيف أقيم بالتعاون مع برامج الغذاء العالمي وغرف الزراعة ومديرية الزراعة خمس وحدات تصنيع متعددة الأغراض ضمن مجال عمل دائرة زراعة القرداحة حيث تعمل ضمن وحدة التصنيع خمسة نساء ريفيات معتمدات على مبدأ العمل التشاركي بالإضافة إلى وحدة عين جندل التي كانت تعمل قبل، وهي وحدات بني عيسى، القرداحة، المولد، مرج معيربان، قلعة المهالبة.
وبهدف تسريع بيع المنتجات وإيصالها للمواطنين تم افتتاح مركز تسويق دائم في الحديقة المركزية بالقرداحة يتم من خلالها تسويق المنتجات المصنعة من قبل النساء الريفيات بالقرى أو من وحدات التصنيع وهذا ما يساهم في تحقيق ربح يعود للأسرة الريفية ويحسن من مستوى معيشتها، إضافة للمنح التي يتم تقديمها يتم العمل لدعم النساء الريفيات بالقروض حيث تم تدريب ٢٢ فلاحة هذا العام يعملن بمجال الألبان والأجبان، خل التفاح، دبس الرمان، والمنظفات على مستوى المنطقة، وهن حاليا جاهزات للبدء بالعمل بانتظار تحويل مبالغ القروض الى المصرف.
وتحدثت مهنا أيضاً عن المعارض التي تقام بشكل سنوي في اللاذقية أو دمشق ويتم فيها عرض كافة أعمال النساء الريفيات مؤكدة أن هذه المنتجات أخذت شهرة ورواجاً على مستوى القطر، وختمت بأن مديرية الزراعة مازالت مستمرة بدعم النساء الريفيات بكافة البرامج والخطط إضافة للإقراض والمنح والمشاريع الداعمة لهذه الأسر وفق ما يتوفر من إمكانيات.
ومن الوحدة الإرشادية في قرية بشلاما شاركتنا المهندسة تغريد القاضي مسؤولة المرأة الريفية في الوحدة برأيها حول مشاريع التنمية الريفية وأهميتها قائلة: لمشاريع التنمية الريفية أثر كبير في تطور عمل المرأة الريفية وتعزيز وتفعيل دورها، وقد تم ضمن مجال عمل وحدة إرشادية بشلاما تقديم مشروع الزراعات الأسرية بالتعاون مع منظمة الغذاء العالمي استفادت منه ١٣٠ مزارعة قدم خلاله بذار شتوية وشتول وشبكات تنقيط وأسمدة وبطاقة مساعدات إنسانية وقيد العمل حالياً دراسات جديدة للتوسع أكثر في القرى التي تخدمها الوحدة الإرشادية لتخديم ودعم عدد أكبر من المزارعات، وأشارت أيضاً إلى العمل على تقديم قروض المرأة الريفية للأخوات المزارعات اللواتي يعملن في مجال التصنيع الغذائي حيث تقوم مديرية الزراعة عبر دائرة المرأة الريفية بدعم المزارعة التي تعمل فعلاً ولا تملك الإمكانية والقدرة المادية على تأمين الاحتياجات الأولية والمعدات لتطوير مشروعها بقروض طويلة الأمد وقليلة الفوائد ونحن في الوحدة نتابع عملها وإنجازاتها بشكل دائم ومستمر وقد رشحت الوحدة الإرشادية في بشلاما مزارعتين لنيل القرض الأولى تعمل في مجال الألبان والأجبان والثانية تعمل في مجال النباتات العشبية والعطرية.
كما وتحدثنا مع عبد اللطيف حسن رئيس الجمعية الفلاحية في قرية بسين حول أهمية مشاريع التنمية الريفية في قرية بسين الجبلية والذي أخبرنا بدوره بأن هذه المشاريع ممتازة لتنمية الريف وتشجع النساء على العمل بارضيهن وخاصة في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة حيث استفادت ١٢٥ مزارعة من منحة الزعتر و٧٨ مزارعة من منحة البذار الصيفية والشتوية وهذا ما انعكس إيجاياً على نساء القرية ودفع بالبقية للاهتمام بالزراعة بكل أنواعها ودفع بالجميع لزراعة الزعتر لما له من أهمية وفوائد كبيرة وأيضا يتم تسويقه مباشرة، وكذلك الخضار الصيفية والشتوية، ويكفي الأسرة أن تعمر مائدتها مما تزرعه وتجنيه من أرضها من خضار نظيفة وطرية بشكل دائم في ظل تحليق أسعار الخضار في هذه الأيام وقد وصل سعر كيلو البندورة إلى ١٨٠٠ ليرة مشيراً إلى أهمية شبكات الري بالتنقيط والتي وزعت مع المنح والتي وفرت كثيراً من هدر المياه ووفرت أيضا من جهد المزارعات وعنائهن في عملية السقي وأشاد بدائرة زراعة القرداحة عمالاً ومهندسين والذين تابعوا تنفيذ المشاريع لحظة بلحظة من خلال جولاتهم المستمرة على الحقول والحدائق المنزلية، وتمنى السيد عبد اللطيف أن تتكرر هذه المشاريع بشكل دائم لدعم الريف الجبلي الذي يشكو من القلة والفقر.
سناء ديب