الوحدة 20-6-2022
تعد الأمراض المزمنة من الأمراض التي تأخذ فترة علاج طويلة قد تمتد لسنوات، وهذه الفترة تحتاج إلى الكثير من الأدوية التي شهد سوقها قبل الأزمة السورية انتعاشاً ونمواً وكان يعد من أكثر الاستثمارات نجاحاً، ولكن مع تحول الأحداث في سورية إلى حرب مدمرة تأثر بها قطاع الأدوية وبدأ بالتراجع، ومما زاد من تراجعه الحصار الخانق الذي فرض على الشعب السوري، ومن هنا بدأت المعاناة من توقف معامل الأدوية عن العمل وانقطاع الأدوية وفقدانها من الأسواق، وجشع بعض تجار الأدوية واحتكارهم لها كي يقوموا برفع أسعارها وخلق سوق يتحكمون به (السوق السوداء)، إذ ما على المريض إلا دفع النقود والحصول على أي دواء يريد والأمر الملفت هو توفر الأدوية بمختلف زمرها في هذا السوق. هناء مريضة سرطان، تقول: أنها كانت تعاني سابقاً من عدم توفر الأدوية التي تأخذها إلا في صيدليات محددة تحتكر كميات من الدواء وتبيعها بأضعاف سعرها الأصلي وبأسعار تفوق قدرتها الشرائية، لكنها كانت مضطرة لشرائها لتخفيف آلامها، أما اليوم فالأمر تحسن كثيراً وأصبح الدواء الوطني متوفراً في جميع الصيدليات، ولكن منذ يومين بحثت في الكثير من الصيدليات عن فيتامين D عيار / ١٠ وسعره ١٣٠٠٠ ل.س لكنه غير موجود، وبحسب قولها: إن أحد الصيادلة أخبرها أن هذا الفيتامين مقطوع ومحتكر حالياً لأن سعره سيرتفع ويصبح ٢٥٠٠٠ ل .س، ومن المعروف أن اي دواء يختفي من السوق يكون محتكراً لزيادة سعره ، وتضيف هناء أن أدوية الهرمون متوفرة أيضاً ولكن أسعارها مرتفعة وهي تحتاج كل شهر إلى مبلغ ١٣٠٠٠٠ ل.س ثمن أدوية فقط.
) ع. د) سائق سيارة تعمل على خط لبنان يقول: خلال سفري، هناك صيادلة في لبنان يطلبون مني الذهاب إلى صيدليات محددة في سورية وأخذ الدواء منها وإحضاره لهم إلى لبنان، طبعاً يتم بيع الدواء بالعملات الصعبة..
في حين يرى الصيدلاني صالح وجود ظلم على من يمتهنون الصيدلة من قبل الناس، كون أغلبهم يتعامل مع الصيدلاني على أنه صانع الأدوية وهو من يسعرها، متناسين أن الصيدلية هي فقط مكان لبيع الأدوية وليس للصيدلاني أي دخل في تسعيرها أو توفرها، فهو يبيع حسب التسعيرة التي تحددها الوزارة. وإن كان هناك صيادلة ممن خانوا الوعد وخالفوا القسم الذي أقسموه وسولت لهم أنفسهم احتكار الدواء أو قاموا بزيادة التسعيرة فهذا لا ينطبق على الجميع .
نقيب الصيادلة في محافظة اللاذقية، الدكتور محمود شبار قال : إن غالبية الأدوية متوفرة بنسبة ٩٥٪ ، والنقابة لم تردها أية شكوى على صيدلاني قام بأخذ سعر زائد أو احتكار صنف، ويتم تشكيل لجنة مشتركة من مديرية الصحة، دائرة الرقابة الدوائية، ونقابة الصيادلة تقوم بجولات رقابية أسبوعية على الصيدليات تراقب من خلالها مدى التزامهم بالأنظمة والقوانين ، مضيفاً طبعاً هناك حالات معينة من قبل ناس تسول لهم نفسهم احتكار الدواء والمتاجرة به ، وفي حال ورود شكوى للنقابة تقوم مباشرة باتخاذ الإجراءات الرادعة ومنها : (تحويل الصيدلاني إلى مجلس تأديبي – إغلاق الصيدلية – تشميع الصيدلية بالشمع الأحمر – مخالفات مادية كبيرة جداً)، أما بالنسبة لموضوع سحب الشهادة فهو لا يتم إلا في حال ارتكابه لجرم شائن ، ويضيف د. شبار : مؤخراً، كان هناك نقص في بعض الزمر الدوائية وحالات معينة كنا نعاني منها، حيث أن أدوية الأعصاب كانت بفترة من الفترات نادرة الوجود، لكن الآن الوضع أفضل بكثير وذلك بعد عودة معامل الأدوية إلى العمل ورفع الأسعار من قبل وزارة الصحة وكذلك بعد معالجة هذا الملف بشكل دقيق في الوزارة .
هنادي عيسى