حمّلت أكثر مما تحتمل البطاقة الذكية لكن نتائجها غير مرضية

الوحدة: 18-10-2020

 

عندما تتحدث عن مفهوم البطاقة الذكية وآلية عملها نجد إجماعاً عاماً أنه لا أحد ضد التطور والتكنولوجيا وقد أشبعت آلية إرسال الرسائل للحصول على المخصصات الشهرية من مادتي السكر والأرز أشبعت هذه الخطوة إطراءً وغزلاً من المواطنين وقد تساءلت أغلبهم عن سبب التأخير في اتباع هذا الأسلوب مبكراً كما أثنى آخرون على ذات الطريقة في الحصول على أسطوانة الغاز على الرغم من الملاحظات الكثيرة لاسيما في البداية حول المعتمدين والتأخير في ارسال الرسالة والفترة الممنوحة للمواطن للحصول على أسطوانة الغاز , ولفت كثيرون إلى ميزة إيقاف الطلب وإعادته وعدالة هذا الإجراء حيث أن حصته لا تضيع عليه إن لم يتمكن من استبدال الفارغة بالمملوءة .

ولكن في الوقت ذاته سمعنا ملاحظات وإشارات غير مرضية من الكثيرين لاسيما لجهة إدخال مادة الخبز على البطاقة الذكية وطريقة الحساب على الشرائح تحديداً واللافت أنه عندما توجهنا إلى مدير فرع المخابز في اللاذقية المهندس سعيد عيسى بالسؤال حول نظام الشرائح وما إذا كان هناك مقترح بشأنه في ظل حالة عدم الرضا الشعبي حول هذه الطريقة أكد أن فرع المخابز لا علاقة له بهذا القرار وهو جهة معينة بإنتاج مادة الخبز وآلية التوزيع وفق نظام الشرائح حددتها شركة تكامل والأجهزة لدى فرع المخابز مهمتها فقط قراءة ما تحدده شركة تكامل ويبقى السؤال هنا إذا كانت إدارة المخابز لا رأي لها بهذا الموضوع والمواطن غير راض عن نتائجه من الجهة التي خولت نفسها باتخاذ هكذا قرار وفرضه على الجهات العامة والخاصة حيث لفت مدير المخابز أن حاجة المحافظة من مادة الخبز لا تغطيها مديرية المخابز إلا بنسبة 45% و65% الباقية تغطيها المخابز الخاصة ومع ذلك آلية التوزيع ونظام الشرائح تم تعميمه على الجهتين وبات المواطن محاصراً بقرار يلزمه أو يمنعه من الحصول على عدد يزيد عما تحدده له تكامل من أرغفة الخبز قد يقول قائل أن سبعة أرغفة تكفي الأسرة المكونة من شخصين ليوم واحد سنتفق ونوافق على هذا الكلام وإن كان غير دقيق ولا يمكن أن يشمل الجميع إلا أن مهمة الحصول على أرغفة الخبز بشكل يومي ليست ميسرة وعليه أن يبحث عليها كمن يبحث عن إبرة في كومة من القش وقد طرح أبو خالد رأياً مفاده لماذا لا يتم السماح للمواطن بالحصول على مخصصاته كما حددتها تكامل ولكن ليس بشكل يومي وفي هذا المقترح توفير لجهد ووقت المواطن كما يخفف من حدة الازدحام وكثرة تواجد الراغبين بالحصول على رغيف الخبز, كما أكدت السيدة لمى وهي أم لثلاثة أطفال أن مهمة الحصول على الخبز باتت ترهقها وتستنزف معظم وقتها ولا إمكانية لديها لشراء الخبز السياحي وجل ما تطلبه أن يتم إعطاء مخصصاتها من الخبز عن الأسبوع كاملاً وتقول أنا موظفة وزوجي شهيد ولا وقت لدى للذهاب يومياً بحثاً عن ربطة خبز, لا مانع لدى من أكله من اليوم السابق اعتدنا سابقاً على وضع الخبز في الثلاجة ولا أشتري حتى ينفذ ما لدي من خبز وإذا كانت الجهات المعنية لم تستطع ضبط الفاسدين إلا بهذه الطريقة نكون نحن من وقع عليه الغبن.

رجل خمسيني أبدى استيائه من قرارات وآلية عمل تكامل الشركة المشغلة للبطاقة الذكية وقال كيف لشركة خاصة أن تملي قراراتها على القطاعين العام والخاص ولماذا لا ترجع إلى الجهات ذات الصلة عندما تقرر شيئاً ما, وألمح البعض إلى أنها تسعى لجني أرباحها الخاصة على حساب المواطن وعلى حساب المواد المدعومة حيث لم يعد المواطن قادراً على الحصول على ما يرغب من المواد المدعومة إلا ضمن كميات تحددها تكامل وخلال فترة تباعد زمني تحددها تكامل وبالتالي هي تحصل على عمولة متفق عليها مقابل كل عملية ولا شك أن هذا يضيف أعباء إضافية على الحكومة بالنسبة لتكاليف المواد المدعومة حيث زادت نسبة تكامل التي تحتسب على كل عملية, ناهيك عن كونها حصلت على كافة المعلومات الخاصة والشخصية لكافة المواطنين وهي تعلم علم اليقين عدد أفراد كل أسرة ومع ذلك لا تحصل الأسرة المؤلفة من أب وأم وعدد من الأولاد إلا على حصة الأب والأم إن لم يبادر إلى استخراج بيان عائلي جديد وتزويده للشركة.

الرسائل النصية

بالنسبة لموضوع الرسائل النصية للحصول على مادتي السكر والأرز أكدت لنا المدرسة جمانة إسبر التي التقيناها في صالة أوغاريت عمار حسن أنني على هذه الخطوة  وإيجابياتها وقالت هذه أول مرة أحصل على مخصصاتي لأن الطريقة مقبولة تحفظ كرامة ووقت المواطن بدوره مدير صالة أوغاريت عمار حسن أثنى على هذه الخطوة ووصفها بالإيجابية وقد خففت الازدحام والضغوط التي كانت تعيشها الصالة أثناء التوزيع ولفت إلى توزيع مادة الخبز في الصالة أيضاً وفق البطاقة الذكية ووفق نظام الشرائح الذي حددته تكامل وعند سؤال المتواجدين في الصالة عما إذا كانت كمية الخبز كافية أكدوا أنه قلما يحصل الواقفون جميعهم على مادة الخبز حيث أن الطلب أكثر من العرض كما اشتكوا من عدم انتظام موعد وصول الخبز وأنهم يقضون الوقت ذهاباً وإياباً بانتظار وصول الخبز ليحصل المواطن على سبعة أرغفة فقط ويعود في اليوم الثاني لنفس الدوامة.

أصحاب المخابز الخاصة وهم ممن يغطون حوالي 60% من حاجة المحافظة من الخبز ليسوا راضين عن نظام الشرائح في البطاقة الذكية حيث أوضح صاحب مخبز المنى أن زبائنه أغلبهم ممن لا يمكنهم الحصول سوى على ربطة خبز واحدة حسب شرائح البطاقة الذكية ورأى أن هذا يسبب له خسارة في أغلب الأحيان مازوت وعمال وكهرباء وبالمحصلة نسب البيع لا تناسب الازدحام ولا الجهود المبذولة وأكد أن نوعية الخبز التي ينتجها مخبزه لا يمكن أن تذهب علفاً أو تتم المتاجرة بها هي حكماً للاستهلاك الشخصي.

وبالانتقال إلى الحديث حول المحروقات لم يشكو أحد من آلية توزيع اسطوانة الغاز عن طريق الرسائل النصية والبطاقة الذكية لا بل أثنوا عليها وتمنوا ألا تكون المدة طويلة بين التوزيع أما بالنسبة لمادة المازوت فقد سمعنا أكثر من ملاحظة بشأنها حيث أبدى المدرس جودت استيائه من فرض كمية المازوت في تعبئة واحدة أو اثنتين خلال العام والسبب حسب رأيه صعوبة تخزينها وحفظها من جهة وإمكانية عدم توفر ثمنها دفعة واحدة من جهة أخرى, وقال لماذا لا يتم إعطاء أو تحديد مخصصات المواطن خلال العام ويترك له حرية الحصول عليها عندما يحتاجها في محطات تعبئة الوقود على ألا يتجاوز الحصة التي حددت له خلال العام الواحد.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار