الوحدة: 18-10-2020
عندما قررت الحكومة إصدار البطاقة الذكية لتوزيع المواد المدعومة (غاز، محروقات، خبز وآخرها السكر والرز) كان الدافع الأول والأخير وحسب وجهة نظر الحكومة إيصال الدعم إلى مستحقيه كافة موظف وغير موظف، كذلك إيقاف الهدر والاحتكار والمتاجرة بهذه المواد وبدأ التطبيق بمادة الغاز المنزلي عبر إرسال الرسائل للمواطن على جواله، طبعاً بداية الأمر طرح الموضوع ومازالت بعض إشارات الاستفهام عن أثر منح المواد المدعومة عبر البطاقة والرسائل على المواطنين.
× أم ثائر قالت: بالنسبة للغاز البطاقة نظمت العملية وخلقت نوع من الراحة في نفوسنا فبدل أن نذهب وننتظر ساعات من مكان لمكان مع وجود احتمال بعدم الحصول على المادة، تأتينا الرسالة على المضمون فنذهب ونحصل عليها بكل أريحية ودون هدر للوقت إلا أن المدة الزمنية الفاصلة بين كل استحقاق لجرة الغاز فهي طويلة وقد تمتد لسبعين يوماً وهذه مشكلة حقيقية وجميع من أعرفهم لجؤوا إلى وسائل كثيرة كاستخدام الطباخ وسخانة الكهرباء وطبعا بالتحايل على وقت مجيء الكهرباء، لأن حتى الكهرباء وإن أتت فهي حسب نظام تقنين قاس وجائر.
× السيدة نوال قالت: بالنسبة للخبز فإن البطاقة نظمت عملية توزيعه وخففت الهدر وخاصة بعد تنظيم الشرائح ومهما كان عدد أفراد الأسرة فالمخصصات تكفي ولكن شرط أن تتوفر الأفران العاملة بشكل منتظم والتي تنتج الخبز الجيد.
× السيدة فاتن قالت: نعاني من مشكلة الخبز على البطاقة نبحث من فرن لآخر في مدينة جبلة أغلبها تخبز من الخامسة حتى السابعة فقط الفرن الوحيد الذي يستمر بالعمل حتى الحادية عشرة هو فرن المتوسط ولكن عليه ازدحام كبير وتحدث بعض المشاكل أحياناً كأن يتم تجميع بطاقات والتوزيع خارج الدور وخاصة دور النساء البطاقة صحيح أنها نظمت وحدت من الهدر لكنها أربكتنا، في السابق كنت آخذ الخبز عن أسبوع أحياناً أما حالياً فمضطرة للذهاب للفرن بشكل يومي.
× أبو أحمد قال: ابني عسكري وعائلته مقيمة معي بنفس المنزل لذلك أحمل بطاقتين لعائلتي وعائلة ابني ومعظم الأحيان لا أتمكن من استلام مخصصاتي ومخصصات ابني لأن الأفران لا تعطي إلا لبطاقة واحدة ونرى بأعيننا كيف يجمعون البطاقات ويسربونها لداخل الفرن، صرنا بحاجة شرطي على الفرن والكازية و… ليضبط عملية التوزيع والالتزام بالدور.
أكثر من شخص على فرن المتوسط تذمر من التوزيع على البطاقة بحجة تقييد الكمية أي التوزيع حسب الشريحة وبالتالي الاضطرار إلى المجيء إلى الفرن يومياً وبداية رحلة البحث عن فرن والانتظار الطويل للحصول على المخصصات لأنه دائماً يوجد إما أفران معطلة أو مغلقة ما يحدث ازدحاماً كبيراً على الباقي منها، كذلك في جبلة عدة أفران لا تخبز إلا لمدة ساعتين ويبقى الكثير من المواطنين بدون خبز وتبدأ بعملية الخبز من الرابعة وهو توقيت مبكر ليبدأ التوزيع من الخامسة إلى السابعة.
حاولنا أن نستفسر في فرن المتوسط عن الازدحام وعمل البطاقة فكان الجواب: البطاقة نظمت عملية التوزيع وقللت من الهدر لكن عملية قطع تأخذ زمناً وبالتالي يحدث اكتظاظ لذلك نحن بحاجة جهاز آخر حتى تصبح عملية التوزيع أكثر سرعة وانسيابية.
وحول عملية توزيع مواد الرز والسكر المقنن على البطاقة هنا اختلف الكلام حيث عبر جميع من التقيناهم عن الراحة وتوفير الجهد والوقت وخاصة بعد إمكانية تحديد الصالة، أما السلبية الوحيدة فهي البطء في إرسال الرسائل حيث كانت كمية لا بأس بها من السكر والرز في مؤسسة الجبيبات تنتظر رسائل على جوالات المواطنين.
أما آراء العاملين في الصالات، فأكدت السيدة رقية في صالة الجبيبات أن العملية مريحة وممتازة ووفرت علينا الضغط والازدحام، فكثيراً ما كانت تحدث المشاجرات والصراخ مع الشتائم بين المواطنين، أما الآن فنحن مرتاحون كذلك المواطن والمخصصات موجودة ولن ترسل رسالة مالم تكن مخصصاتها موجودة، كذلك بإمكان المواطن تقسيم طلبه إلى قسمين كون الكمية عن شهرين، أيضاً عند عدم الاستلام يمكن المواطن تسجيل إعادة الطلب، كما أن عملية توزيع المواطنين على الصالات له الأثر الإيجابي وحسب القرب والبعد عن الصالات.
× السيد باسم محمد، قصد الصالة بناء على رسالة على جواله أثناء تواجدنا فقال: كنت سابقاً أقضي وقتاً طويلاً من صالة لأخرى تستمر أياماً أحياناً، أما الآن فقد أتتني الرسالة وخلال نصف ساعة استلمت مخصصاتي بكل يسر وسهولة.
× السيدة تمام قالت: المدة الممنوحة لاستلام المخصصات من الرز والسكر جيدة وممتاز وهي 72 ساعة، لكن إذا بقيت الرسائل بهذا البطء فنخاف أن تنقضي المدة -شهران- دون أن تأتي الرسالة للجميع وبمجرد انقضاء المدة يسقط حقنا بالمخصصات عن شهرين.
أما فيما يخص مادة المازوت فأكد الكثير ممن التقيناهم أنهم لم يأخذوا العام الماضي إلا مئة ليتر وسقطت أحقيتهم بالمئة الثانية لأن محروقات بدأت بتوزيع مخصصات هذا العام ولحين إعداد هذا التقرير لم توزع أية مخصصات في مدينة جبلة، بل في الريف وأماكن محدودة وهؤلاء حصلوا على مائتي ليتر عبر صهريج وكمثال: في بسطوير أتى الصهريج وجال على المنازل وعبأ للجميع ما ترك ارتياحاً تاماً عند المواطنين كافة وحسب البطاقة طبعاً.
أما مادة البنزين، وهذه علة العلل حالياً ومشكلة المشاكل لأن الجميع بات يعلم حجم المعاناة التي تواجههم للحصول على مخصصات السيارة الشهرية وطبعاً هذا يعود إلى قلة الكميات وليس لأحد يد في ذلك، فحاولنا معرفة آرائهم حول تحويل التوزيع حسب الرسائل أسوة بالغاز، فكانت الآراء متضاربة لكن الأكثرية حبذت اللجوء إلى طريقة الرسائل هرباً من الانتظار الطويل وإضاعة الوقت.
× أحمد قال: نضطر لركن السيارة على الكازية قبل يوم من ورود البنزين إليها مغامرين بما قد تتعرض له السيارة أحياناً من سرقة أجزاء منها كالمرايا أو الدواليب وغير ذلك وهذا حدث كثيراً لذلك نضطر للسهر والنوم بالسيارة لليوم الثاني ليمتد الوقت لساعات في اليوم الثاني لنحصل على عدة ليترات من البنزين لذلك ليتهم يعتمدون الرسائل ويريحون الناس من الانتظار.
× رياض قال: عملية إرسال الرسائل لأصحاب السيارات بخصوص البنزين أفضل وهي أسهل بكثير من الغاز لأن عدد السيارات لا يقارن بعدد أسطوانات الغاز، لذلك كم جميل أن تأتيني رسالة تقول لي: بإمكانك تعبئة سيارتك بأربعين ليتر بنزين من الكازية الفلانية! أضف على ذلك أن يكون باستطاعة صاحب السيارة تحديد الكازية وهم أنفسهم أي محروقات يمكنهم توزيع السيارات على الكازيات حسب الكميات الموجودة، أو لماذا لا يصرفون المخصصات كلها دفعة واحدة من بداية الشهر لتقليص الازدحام أو أن تكون المئة ليتر على دفعتين؟
× فادي قال: نرجو من محروقات العدول عن المدة الزمنية بيت التعبئتين أي تقليصها من سبعة أيام إلى أربعة كما كانت سابقاً.
– في كازية حمزة بجبلة قال صاحبها الأستاذ يوسف علي: نحن لا مشكلة لدينا أكان التوزيع حسب الرسائل أو غيره، عملية التوزيع الحالية صعبة ومربكة ونواجه صعوبات وتعقيدات، وهذا عائد بالطبع لقلة الكميات الواردة.
ختاماً: لو وضعنا محاسن ومساوئ البطاقة في الميزان لوجدنا رجوح كفة المحاسن رغم ما تشهده البطاقة من نزاع في منازلة الخبز، ورغم كل ذلك من الطبيعي أن نرى بعض التعثر بأي مشروع أو عمل ببدايته ثم تنتظم الأمور فيما بعد ويتعود الناس عليها، لأنهم ببداية توزيع الغاز تأففوا لكن سرعان ما وجدوا أنهم على خطأ، والنسبة العليا حالياً من عدم الرضى لا تتعلق بأداء البطاقة، بل بالكميات المخصصة وتوفر المادة بالسوق خاصة المحروقات.
آمنة يوسف