الوحدة 11-10-2020
نحن، الخارجين من النار، نتحدّى النار ومن يشعلها، وأنتم الخارجون على الإنسانية، وهيهات أن تنتموا إليها مجدداً..
أضرموا حقدكم كيفما اتفق، وزّعوا سوادكم على ما وصلتم إليه من مساحات، فهيهات أن تغيّروا قيمة الخضار الذي صنعنا منه نجمتي علمنا ورمز سيادتنا..
الخسائر كبيرة، المنظر موحش، التعب نال منّا، ولكننا لم ولن نعرف اليأس.. سنشجّر من جديد، وستعود جبالنا مكللة بالعزّ والجمال رغم أنوفكم أيها المجرمون..
هناك، وحيث تقول النار بكل الغضب كلمتها، رجالٌ ما لانوا ولن يلينوا.. لو فقط ينظر إليها المجرمون بشيء من الموضوعية، ويروا الإيمان في عيونهم وهم يواجهون الخطر، لارتدوا على أعقابهم، وخرجوا من وطن لا يريدهم… رجال الإطفاء والدفاع المدني، ورجال الجيش العربي السوري، والأهالي، ومديريات الصحة، وحتى حرائر نسائنا، الكلّ وقف بوجه النار فكانت (برداً وسلاماً) على حبيبتنا الغالية سورية..
دفعنا عقوداً طويلة من الزمن لنبني غاباتنا وبساطنا الأخضر، فأتت عليه وحشيتكم بلحظات.. إن كان هذا الأمر يدعوكم لـ (الفخر) فافتخروا، فقد حوّلتم قسماً كبيراً من روحنا إلى يباس، ولكن ومن اليوم، بدأنا إعادة تأهيل ما خربتم، وتطهير ما لوثته أعمالكم المجرمة..
لا نتحدث عن (مؤامرة خارجية) فهناك بيننا من أرخصوا أنفسهم للشيطان وللمال، هناك بيننا من امتهن قطع الضرع الذي رضع منه، وأدمن (البصق) في الصحن الذي أكل منه، هؤلاء لا يكفي أن ننبذهم، هؤلاء مجرمون حقيقيون، يجب أن يحاسبوا بتهمة (الخيانة) ويُعدموا دون شفقة أو رحمة..
الأيام الماضية كانت حزينة جداً، استنشقنا الدخان والرماد، ولكننا لم ولن نموت، ولن تموت الخضرة في مشاويرنا، ومكان كل شجرة احترقت سنزرع شجرتين، والله معنا، لأنه جميل ويحب الجمال..
شكراً لكلّ من قدّم ولو كأس ماء لمن يتعامل مع الحريق، شكراً لكل من استضاف شخصاً هجّرته النيران، شكراً لكل من ساهم بإخماد حريق، شكراً لكل من اتصل مطمئناً علينا..
تبقى الأمور الإجرائية، سواء في إزالة بقايا الحريق، في تحميل المسؤوليات، في حصر الضرر، في إمكانية التعويض، كلها تفاصيل من اختصاص جهات تنفيذية، لكن ما نتمناه أن تكون قراءة ما حدث موضوعية، وألا تنتج شريحة (طفيليات) تتاجر حتى في معاناة الناس..
غانم محمد